مرايا لخريف أسود

حيدر الحجاج | العراق

هذي راحتيها
تلملم بخجل
أسرار حياتها
لسنيها الآفلة
وترتجف كجنح
فراشة يلفها الظمأ
ويأسرها
شوق باحتها
التي سيلفها
ظلام أخير
وتلك أصابعها
يلامسان مزلاج
باب قديم لبغداد
وآخر للجنوب
من مدينة
منسية
من هذا العالم
لتقديم آخر وداع
وتلك عيونها
تختزل كل مسارات
الصمت
فلا مكان للبوح
بعد أن غصت
جراحها (بقطين أفندينا)
وهاهي تمسح
جدار غرفتها
من إرث حنينها
الذي شاخ
بعطره المعهود

سما
التي يسكنها
بريق لا تعرفه إلا
ملائكة السماء
تداعب ذكرياتها الآن
وتمر بذلك الشريط
الطويل لممرات
تلك المرايا من العمر
تودع تلك
وتحتضن تلك
وتبكي على تلك
التي عرجت إلى السماء
هاهي يمامة الكون
تنأى لضفاف
هجينة
ليبقى الغراب الأسود
وحيدا
يراقب راحتيها
الباردتين
وقلبها المفعم
ببياض الله
وهما
يرفرفان بعيدا
بحقيبة سوداء
محملة
بعبق بغداد
وحزن كربلاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى