حسين عبد الرسول.. خذله كارتر، ومات بالاكتئاب

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات

روى الأثري هيوارد كارتر في كتابه عن مقبرة توت عنخ آمون الكثير من تاريخ وادي الملوك في القرن الثامن عشر والتاسع، كما أكد أن أحد العمال المصريين، دون أن يذكر اسم العامل، هو من توصل لسلالم المقبرة، والتي كانت هي بداية الوصول لمقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك.

قبل ولادة حسين عبد الرسول بعشرات السنين كان أحد أجداده ويدعي أحمد عبد الرسول يشغل العالم بأسره فقد اكتشف خبيئة الدير البحري ليجمع حوله إخوته ويتم التحفظ على الخبيئة التي ضمت مومياوات “رمسيس الثاني”، و”أمنحوتب الثالث”، و”سيتي الأول”، و”سقنن رع”، و”أحمس”، و”تحوتمس الثالث”، “أمنحوتب الثاني”، ومئات البرديات والتماثيل وضعت في الصناديق .

ولا أحد يعرف قصة حسين محمد عبد الرسول عامل حفائر وادي الملوك، ابن قرية القرنة، الذي مات بالاكتئاب في ستينيات القرن الماضي، والذي خذله المكتشف هوارد كارتر، الذي كان يخاصم كافة وسائل الإعلام المصرية، اكتفى في الحديث عن المقبرة بنشر خطابات لمدير منزله المصري الذي كان متمكنًا في اللغة الإنجليزية والرسائل المتبادلة بينهما .

إلا أنه لم يذكر كبير العمال حسين محمد عبد الرسول الذي قام المصور هاري برتون، الذي تم تلقيبه بمصور الفراعنة، بالتقاط عدة صور تذكارية له، بشاربه الذي يملأ وجهه وهو بالقرب من كارتر.

كارتر أخذ تصريحًا بالتنقيب في وادي الملوك لمدة 5 سنوات من عام 1917م حتى عام 1922م، وقام بالتنقيب بالقرب من مقبرة رمسيس السادس، ليفاجأ، مثلما قال كارتر في مذكراته، أن أحد العمال وجد سلما يؤدي لمقبرة، مضيفاً أن قصة الكشف لابد أن تعاد دراستها .

فكل من شارك كارتر في البحث والتنقيب، سواء من الأجانب أو المصريين، لم يأت ذكرهم، رغم مجهوداتهم، لافتًا إلى أن القصة التي يرددها كارتر عن أن أحد العمال كان يضع إناء من الماء على الدرج الأول فأبلغه بأن المقبرة تحتاج لتدقيق.

حسين عبد الرسول طفل صغير كان يبلغ من العمر 12 عامًا ، كان يحمل الماء على حمار للعمال الذين كانوا ينقبون عن إحدى الاكتشافات الأخرى في المنطقة المجاورة لها التي كان يجريها الأثري العالمي هوارد كارتر، أثناء استراحة قصيرة، بعد عناء العمل الشاق كان يلهو الطفل الصغير بعصا خشبية فى الرمال واذ عثر فجأة على حجر كالذى يستخدم عادة فى غلق مداخل المقابر.

ويُعد الملك الذهبي من أشهر الملوك ، لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما لأسباب أخرى من أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، إضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة جدًا الأمر الذي اعتبره الكثير أمرًا غير طبيعيًا .

خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة وزواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه ملكاً، ويعتقد الأثريون أن فترة حكمه تراوحت من 8 إلى 10 سنوات، وتظهر المومياء الخاص به أنه كان شابًا دون العشرين من العمر، وقد تم الاستنتاج مؤخرًا باستعمال وسائل حديثة أنه كان على الأرجح في التاسعة عشرة من عمره عند وفاته.

إن كافة الصور التي تم التقاطها لريس العمال حسين محمد عبد الرسول الذي ينتمي لعائلة أثرية قديمة، تظهر اهتمامه بالكشف الأثري فهو كان رجل الأقدار في وادي الملوك، وأنه مات مريضًا بالاكتئاب واستمر حتى وفاته يردد خذلان كارتر له الذي وعده بتعويض مالي لعمله الشاق في المقبرة، دون أن يفي بوعده، ودون حتى أن يذكره في مذكراته أو محاضراته .

حيث جاب كارتر العالم لمدة 3 سنوات متحدثا عن اكتشافه المذهل لمقبرة توت عنخ آمون وهو يجيب عن سؤال معتاد في كل أنحاء العالم في بداية محاضراته وهو “ما شعورك حين اكتشفت المقبرة؟

تأثرت كثيرا بقصة الصبى الذى لم يعد فى دنيانا الفانية، و مات منكسرا متحصرا على ضياع حقه فى إكتشافه لأعظم كشف أثرى فى تاريخ البشرية، وأشعر بالذنب تجاهه، لأنى أحب الملك توت كثيرا وبالتالى كنت أكتب عن مقبرته الذهبية كثيرا جدا وبطبيعة الحال كنت أذكر مكتشف تلك المقبرة “كارتر” الذى أخذ حقوق الاكتشاف والشهرة، و هى ليست حقا له، غير ما أخذه من المقبرة دون رقيب يحاسبه، و ما أخفاه أيضا.

لروحه السلام. دائما ما يكون المواطن المصرى البسيط هو صاحب الإنجاز الحقيقى.. لكن دائما ما يهدر حقه فى كتب التأريخ.. وضعت صور توثق الاكتشاف.فى حينها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى