التّكتيكُ والانتِصَار
د. عز الدّين أبوميزر | فلسطين
قِف بِالمَنَارَةِ وَاسأَلْ أُسْدَ سَاحَتِهَا
فَبَعضُ مَا نَحنُ فِيهِ يُنطِقُ الحَجَرَا
°°°
وَقَد رَأَيتَ سَرَاةَ القَومِ مَا نَطَقُوا
وَمَا تَنَسَّمْتَ مِن أخبَارِهِم خَبَرَا
°°°
لَعَلّ هَذَا الّذِي أخفَوْهُ تُظهِرُهُ
وَمِثلُهَا مَا ادّرَى جُبنََا وَمَا ذُعِرَا
°°°
وَكَم لَدَيهَا مِنَ الأسرَارِ قَد خَفِيَت
مِن بَعدِ أن طُوِيَت حَتّى غَدَت أثَرَا
°°°
فَتُخرِجُ الخَبْءَ مِن أعمَاقِ ظُلمَتِهِ
إن قَد أجَابَتكَ عَمّا فِي الخفاء جَرَى
°°°
ألَا تَرَى فِكرَةَ التّكتِيكِ مَا بَرِحَت
جَوابَ مَن لَم يَجِد عُذرََا لِيَعتَذِرَا
°°°
وَكَم تَغَنّى بِهَا آمُونُ قَبلَهُمُ
وَبعدَ ذَاكَ دَعَاهَا الكِذبَةَ الكُبرَى
°°°
حَتّى الّذِي ابْتَدَعَ التَكتِيكَ أنكَرَهُ
لمّا غَدَا سِترَ مَن قَد خَانَ أو غَدَرَا
°°°
وَأصبَحَ الكُفرُ إيمَانَا يُقَدّسُه
والذُّلُّ أصبَحَ مِن عُهرِ الرُّؤَى نَصرَا
°°°
وَلَا يَزَالُونَ هُم مُستَمسِكُونَ بِهِ
مُذ أجمَعُوا أمرَهُم وَالحُكمُ قَد صَدَرَا
°°°
وَقَد عَدَا عَدوَهُ مَن رَاحَ مُدّثِرََا
ثَوبَ الصّلَاحِ وَفِي الأعمَاقِ مَا ضَمَرَا
°°°
وَاستَلهَمَ الشّرَّ وَحيََا يَستَنِيرُ بِهِ
يُخفِي الّذي مِن وَرَاءِ القَلبِ قَد سَتَرَا
°°°
مَجرَى الدّماء جَرَت رُوحُ الدّهَاءِ بِهِ
وَالحِقدُ أعمَاهُ حَتّى صَارَ لَيسَ يَرَى
°°°
إلّا بِعَينَيّ ذَاكَ السّامِرِي وَقَد
عَيْنَاهُ أبصَرَتَا مَا الغَيرُ مَا بَصِرَا
°°°
رَقَوْهُ بِالحَذَرِ المَأمُونِ عِندَهُمُ
وسَامِرِيُّهُمُ لَا يأمَنُ الحَذَرَا
°°°
فِي خُفيَةِِ عَنْهُ دَسّ السُّمَّ ثُمَّ مَضَى
عَلَيهِ يَبكِي وَيَهمِي الأدمُعَ الحَرَّى
°°°
وَقَد تَنَاسَوْا بِأنّ اللهَ يَحرُسُنَا
وَبَاذِر الشّرّ يَجنِي شَرّ مَا بَذَرَا
°°°
هَذِي فِلِسطِينُ طُهرُ الأنبِياءِ بِهَا
وَاللهُ بَارَكَ فٍيهَا السّهلَ وَالوَعرَا
°°°
مَا مِن نَبِيٍّ بِهَا إلّا لَهُ أَثَرٌ
وَكُلّ حَبّةِ رَملٍ تَحمِلُ الأثَرَا
°°°
وَطُهرُهَا سَوفَ يَبقَى لَا يُدَنّسُهُ
مَن قَد تَآمَرَ فِي سِرّ وَمَن جَهَرَا