درس مدى الحياة

رنيم أبوخضير | الأردن

في طفولتي كان الذئب صاحب أبي

والحوت المرسل

من الرب

الذي أنقذه من الغرق

ذات مرة

 

العبرة قبل النوم 

كانت حصنًا ووجبة رابعة

يومية

لا بد منها 

يُلقِّمها أبي لنا في قصة

طريفة بكل حب

عن الأفعى مثلا التي سكنت

خزانة المنزل أربعين عاما

ولم تُسمم أحدًا

وعن قدم الفرح التي

أكلها فك الموت الشرس وهي في طريقها نحو بيتهم

وعن عصفور مات ألمًا

فراق الحرية

في بيت جارهم الضابط

وعن وردة مسكينة

لم تقترف ذنب الخطيئة

نبتت خلف أسوار السجن

وعن حبِّ رجلٍ ضريرٍ لامرأةٍ

خرساءَ

لم يكتمل

وعن القاتل الذي

لكي يسرق قلبا

قطع عنق وردة!

 

وعن دربٍ انقطع تياره

بكلمة واحدة

وكأنّ القلب يعمل على كهرباء الشركة

اللئيمة في هذه البلاد التعيسة

التي لا تصمد أكثر من ساعات

 

وعن الراهب الذي كفر لأجل حب

جميلة

أصابها مرض الكبرياء

فخسر

 

وعن بلاد الموت

الحب فيها

قبَّاض أرواح

 

وعن الجميلة التي مسها عطب

الوحدة

واستسلمت لوهم

فهرب منها رجل قاسٍ

بعد أن كانت فأر تجاربه

من عطبه

الذي لا شفاء منه ..

الموت،

أعطانا أبي درسًا ماضيًا

عن دربٍ سنخوضه

في غابة افتراضية نسكنها مليئة بالذئاب

لنبحث عن حوت ينقذنا من الغرق!

 

أنا فأر التجارب في كل حدث

في الأفراح

أهدر نفسي لأصل

بأقدام قلبي المبتورة

على عجلة

وكأني أرضٌ تلحقها النار

لا يعرف أهلي كيف يُمارسُ الفرح

دوما أسبق الفرح

لحجر بيتنا

أهلي

الغائبون عن حصص الفرح

منذ فتح أبي

بيتنا الذي مسك قبضته

بكامل انكساره

منذ سبعة وعشرين عاما

وبمفتاح خاطئ

أنا الفأر

الذي يظنُّ أهلي الفرح الذي أنجبه

موجة من الأحزان

وأنا

أظنُّ أني كسبت النصر

فيفتح فم بيتنا

لدار عزاء!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى