ضوء من مكتبة جدل

رجاء البوعلي | السعودية

منذ سنوات سمعت عن مكتبة جدل وتمنيت زيارتها، ليس بشكل خاطف بل بالجلوس الجماعي والفردي فيها، التقيت بصاحبها الأستاذ علي الحرز في عدة مناسبات ثقافية، وفي كل مرة أسمع نداء المكتبة، ولكنها أمنية كغيرها من أمنيات القدر المؤجل، بالرغم من قرب مسافتها تأخرت كثيرًا، حتى باغتتني اللحظة صباح السبت ١/٢/٢٠٣٠ فامتطيت الطريق بخطوات سريعة كي لايفوتني القدر كما يفعل دائمًا وتسبقني اللحظة، وصلت وقد اصطف بعض الكُتاب والكاتبات من منتدى القُراء على مقاعد طاولتها المستطيلة! أخذت مقعدي بين الزوار!

تمنيت حينها لو أن هذه الأرفف المحملة بالإنتاج البشري تنطق أو حتى تسمع، لأخبرتها أنها كانت حاضرة في قلبي ومستوطنة، حتى أنني عندما كنت أكتب رواية أيقظني الديك وتحديدًا الجزء المتعلق بمكتبة جاسر التي ورثها عن والده كانت مكتبة جدل تبرق أمام عيوني، تلهمني وتجذبني نحوها كأنني أصف ملامحها وأضيف شيئًا من تصوراتي الذاتية، بالرغم من أنني لم أدخلها بعد – في ذلك الحين – لكن حديث المكتبات كحديث العشاق؛ تقاربه في بعده، كأنك تلمسه عن كثب، إنه مزيج من العلاقة العاطفية والمعرفية، سلسبيل حين ينهمر في جوفك لا يهدأ ولا يستكين!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى