على لسان العروض

العروضي سليمان أبوستة / فلسطين

للدكتورة ريم سليمان الخش في هذه الجريدة قصيدة بعنوان “على لسان اللغة”، أود أن أتناولها من جانبها العروضي.

والقصيدة من بحر الخفيف في ضربه الثاني المحذوف، وهو:

فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن * فاعلاتن مستفعلن فاعلن

تقول الشاعرة:

إنني أنثى كل ما بي شهيّْ * لست أرضى تقهقهرا لرقيّْ

فاقتحمني مزلزلا عرش قلبي * واستبحني كخالق لا كأيّْ

هذا الضرب قليل جدا في الشعر الجاهلي، وهو كذلك في العصر الإسلامي الأموي الذي تلاه. فهو لم يستعمل أكثر من مرتين فيهما، كما أظهر ذلك الإحصاء الذي أجراه الدكتور محمد العلمي في كتابه “عروض الشعر العربي – قراءة نقدية توثيقية، وكان رسالته للدكتوراه. غير أن العصر الحديث بات يشهد محاولات من قبل الشعراء لإحياء مثل هذه الأوزان النادرة، يمكن أن نذكر منها عدا محاولة هذه الشاعرة الأكاديمية، محاولة أخرى للشاعر الدكتور عبده بدوي يقول فيها:

هبط الأرض كالصباح سنيّا * وككأس مكلل بالحببْ

عرف الحب والمنى وحروفا * كالعصافير إن تطارد تثبْ

مثل هذه المحاولات، تعمل على الاستفادة الكاملة من تراثنا العروضي بإعادة النظم على أوزانه التي كادت أن تصبح مهجورة من كثرة الإهمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى