زيارة خاصة: فراس حج محمد في بيت الكاتب والروائي الفلسطيني أكرم مسلم

 

في زيارة خاصة وممتعة للصديق والكاتب الروائي أكرم مسلم، تحدثنا فيها حول قضايا أدبية وثقافية وسياسية متعددة ومتشعبة، من المشروع الوطني وضعفه مقابل المشروع الصهيوني المسلح بالقوة والسيطرة والفكر والتعبئة. إلى الحديث عن النسوية الفلسطينية ووضع المرأة في المجتمع الفلسطيني والسياقات التي تعيشها المرأة مع ملاحظة التحسن الملموس على وضع المرأة في المجتمع الفلسطيني ببيئتيه الريفية والمدينية بفعل التعليم والعمل. وفي موضوع رواية الأسرى يرى أكرم وأوافقه في ذلك أن المدونة السردية الفلسطينية تفتقر إلى رواية توازي في جمالياتها وتأثيراتها رواية شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف حيث عرّت النظام العربي وكشفت محنة السجين السياسي، لذلك فقضية الأسرى الفليطينيين بحاجة إلى عمل فني بمستوى عمل منيف يحمل الوجع والقهر ويفضح بالعمق الاحتلال الصهيوني، وفي ذات السياق فإن مشروع الصديق حسن عبادي “لكل أسير كتاب” كما يرى أكرم يكسر هذه العزلة عن الأسرى وتجعلنا في تواصل معهم يقرؤوننا ونقرأهم يعزز فكرة الحرية المبتغاة التي يحاول التعبير عنها الأسرى. كان لمشروع أكرم مسلم الروائي حضور كبير في الجلسة، واستولت رواية هواجس الاسكندر على الحديث كثيرا وأحيانا بنت من شاتيلا وبشكل أقل التبس الأمر على اللقلق وسيرة العقرب الذي يتصبب عرقا. لمشروع أكرم الروائي أهمية خاصة يفتقدها السرد الفلسطيني وهو الحديث عن مفردات الريف الفلسطيني وحكاياته الشعبية وأمزجة الناس الحياتية.

إن هذه المنطقة من الجغرافيا الفلسطينية بحاجة إلى روائي مثل أكرم مسلم روائي موهوب ويمتلك أدواته وتقنياته السردية ليستل من هذه الجغرافيا ومن هذا الزمن الجمعي روايات طازجة. أقصد بالذات الريف الفلسطيني الواقع جنوب نابلس إذ لم يسبق أن وجد في هذه المنطقة روائي يحمل حكاية الناس وروايتهم.

فأكرم مسلم أول روائي من هذه المنطقة، والمنطقة بكل مغرياتها الكتابية منطقة بكر لم يتحدث عنها سوى أكرم في رواياته الثلاث الأولى. ومن المؤكد كانت قضية (محمود درويش وسليم بركات) حاضرة، ولأكرم نظرته فيها، وما دام لم يكتبها وتحفظ عليها فإنها ستبقى طي الحديث البيني ولكن المسألة فتحت الباب على مناقشة العائلة والأبوة من منطلق شخصي.

فأكرم أب لأربعة بنات وولد واحد ، هل وقفوا عائقا أمام فرص الكتابة؟ يرى أكرم أن كونك أبا سيؤثر في رؤيتك، سترى الأمور والأشياء بعين مختلفة وهي بالتالي تثري الكاتب وتزيد من تجاربه.

يتذكر أكرم بنوع من الحنين أيام أن كتب شعرا، ما زالت تسكنه قصيدتان، إحداهما أخبرني أنها نشرت في أحد الأعداد الأولى لمشارف، أسمعني مقاطع من تلك القصيدة التي لم ينسها. يواصل أكرم حفره في الثقافة، تتنوع قراءاته وتتسع رؤاه ويبقى يبحث عن فكرة للرواية القادمة، فها هو يستفز التاريخ والواقع والزمن والجغرافيا بحثا عن تلك الرواية التي يسافر هنا وهناك للبحث عنها والتقاطها. ماذا ستكون روايته القادمة؟ دعونا ننتظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى