كيف يجبي الحكام الضرائب.. حكاية شعبية يرويها جميل السلحوت

كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان مدينة يحكمها سلطان جائر، وكان يثقل كاهل رعيته بما يجبيه منهم من ضرائب، وكانت هذه الضرائب تجبى من  الفقراء دون الأغنياء. وبقي على هذه الحالة حتى أصبح الشعب في مجاعة، ولم يعد مع الفقراء ما يسدون به رمقهم، فمن أين سيدفعون الضرائب؟ ولمَّا علم السلطان علم اليقين أنه لم يعد مع الفقراء أيّ ” مليم ” طلب إحضار ثلاثة من كبار التجار الأغنياء في مدينته. وجلس في باحة قصره ووضع أمامه ”جديا” فأمر بإدخال التاجر الأول، ولما مثل بين يديه طرح السلام عليه وقال له: أمر مولاي السلطان. فقال له السلطان: ما هذا؟. وأشار إلى الجدي، فأجاب التاجر هذا جدي يا مولاي فأمر السلطان حراسه بضربه، وطلب أن يدفع مئة ألف دينار كغرامة لأنه لم يعرف الإجابة ؟؟!!

وكان التاجران الآخران ينتظران، ويسمعان من النافذة ما جرى مع زميلهم الأول فأمر السلطان بإدخال التاجر الثاني، وسأله نفس السؤال فأجاب: هذا عجل يا سيدي فغضب السلطان وأمر جنده بضربه وتغريمه مئة ألف دينار، وهو يصيح ويقول الله أكبر لا تفرقون بين الجدي والعجل.

ولما رأى التاجر الثالث ما حل بصاحبيه أخرج نقوده وعد منها مئة ألف دينار ووضعها في كيس. ولما أدخلوه على السلطان وسئل نفس السؤال أجاب: هذا يا مولاي سخط من الله وإليك هذا الكيس وفيه مئة ألف دينار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى