ربما كان درويش عابرا.. دعوا للموتى أسرارهم

فاطمة نزال | فلسطين

ذكرتني مقالة سليم بركات عن محمود درويش وما أثارته من زوبعة ومن ردود أفعال متباينة بقصة قرأتها منذ فترة.

تدور أحداث القصة بين رجل وفتاة التقيا أثناء سفر في رحلة برية في قطار بين ولايتين في دولة أوروربية .

استمرت الرحلة 14 ساعة متواصلة مما أدى إلى التقارب بين تلك الشابة الجميلة والرجل الذي بجوارها كما يبدو يكبرها بأعوام

الرحلة الطويلة تلك أتاحت للشخصيتين الحديث ومن خلاله صرحت الفتاة بأنها ذاهبة للقاء حبيبها الذي ينتظرها ليتما زواجهما بعد علاقة وطيدة استمرت لسنوات برغم بعدهما، تحدثت كثيرا عن حبيبها وزوجها المستقبلي، عن أحلامهما وطموحهما في بناء بيت الزوجية وكان الرجل مستمعا جيدا.

يحدث أن يتعطل القطار في إحدى المحطات مما يضطر ركابه إلى المبيت ليلة كاملة حتى يتم إصلاحه.

كانت الفتاة قد قالت أنها تتعجل لقاء حبيبها والزواج وأنه حضر كل شيء وحددا تاريخ الزواج وأنها بفترة التبويض وأنها تتوق لمضاجعته لتحمل منه خاصة أن إجازتها قصيرة وعليها أن تعود منها إلى عملها في الولاية الأخرى ريثما ينتقل زوجها للاستقرار معها.

قضى المسافران تلك الليلة معا تحدثا كثيرا كل عن حياته وخصوصياته وبشكل أو بآخر من الاحتياج ربما أو الرغبة من الرجل ومن الاستجابة من الفتاة حصل ما لم يكن بالحسبان وفي الصباح أكملا رحلتهما وافترقا كل إلى محطته الأخيرة .

ما حدث بعد ذلك أن الفتاة التقت حبيبها وتزوجا قضت أسبوعا معه وعادت أدراجها حيث تعمل وفي سياق القصة تتوالى الأحداث لتكون حاملا وتضع مولودتها بعد تسعة أشهر

كانت فرحتهما كبيرة بالمولودة عاشا حياة سعيدة وبعد سنوات مرض الزوج مرضا عضالا ومن خلال الفحوصات تبين أنه عقيم.

لم تخبره بالأمر وأبقت سرها في قلبها لم تشأ أن تجرحه أو أن تحرمه تلك المشاعر في أيامه الأخيرة بعد أن عاش لسنوات أبا مثاليا حقيقيا.

ولم تشأ أن تهدم بيتها وعلاقتها بزوجها الذي أحبته والذي لم تكن تفكر للحظة بخيانته أو حتى بخداعه، فكرت بابنتها وما مصيرها لو عرفت هذه الحقيقة المرعبة، آثرت الصمت لكنها بعثت برسالة إلى ذلك الرجل تخبره بالحقيقة وأن لديها ابنة من صلبه وأن زوجها لا ينجب.

لم يحاول الرجل أن يرد على رسالتها وقرر أن لا يعيد التواصل معها وشعر بالغبطة أن استطاع دون أن يدري أو يقصد أن يهب السعادة لرجل آخر كان يتوق للأبوة.

ربما كان درويش عابرا في حياة تلك المرأة، وأن لها حياتها التي لا نعرفها ولا نريد، هذا إذا افترضنا أن ما أورده بركات حقيقي، وليس من حقنا الخوض في حياة درويش الخاصة.

دعوا الخلق للخالق ودعوا للموتى أسرارهم فهم لن يعودوا للحياة ليحاولوا حتى تبرير ما تختلفون عليه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى