الزمن النبي

 

شعر: محمود مرعى | شاعر من صعيد مصر

لستَ مطالبًا بالبوح 

أنت مواطنٌ وهو اكتمال النضج

في زمن الصغار

ولانتصار حرائقنا البهية

لستَ مطالبًا بدقائق التكوين

نم حيث اشتهاء النوم

ضع خدًا على كف البسيطة

والتحف سحب الغبار.

قد ما تبقى من سفينتك العتيقة

حيث شئت

الحلم ليس مباركًا

ورسائل التلويح بالعصيان

جف مدادها

والسارق العصري

يعلم 

كيف يستبق الخطوط

ويوقع الأزهار من أحداقها

فاعلم…

بأن البحر ليس مهادنًا

والماء فخ المخلصين

تمهل الآن أنتظر

دع ما تبقى من أنين الأمنيات

وراود الكلمات

وانسحب اندحارًا وانتحارًا

لستَ مطالبًا

برضوخك الأبدي

فالتمس الحرائق حيث كانت

وانتهر بوح الشظايا

أبلغ المحتال أنك عاشق

والعشق آخر ما تبقى 

من جنون قضية 

ما اثكلت إلا الشريفات

انتهز صوت القطار

وراوغ القضبان

منسحبًا نحو التلال

وعد وحيدًا

مشرع البسمات في وجه الفيالق

بعثر الخطوات

أنت مهيأ للرقص والنوح البهي

على أصداء خيبتنا

لا تكسر الألحان

فالجدران خائفة

والوعل يقفز

والأحجار خائنة

فدع الرصاص يعود منتصرًا

هب ما تبقي من نزيفك

للدمار

احمل أنينك فالأخبار كاذبة

ومصارع الأزهار

لن تنبي بما كان

انتهز صحو الرباب

ودس قلبك وانطلق

سهمًا فجائيًا اضاعته الحماقة

ليس يعلم أين وجهته

انطلق…

فالسماء رحيبة

ورحابة التهجير

نصف حقيقية

والموت دائرة اكتمال شتاتنا

وشقائنا رهن احتمال بقائنا

فهل البلاد

الطوق والجلاد

أثر النسيم على حقيقة عمرنا

وهي الخسارة والخسائر

والخسارات البهية

يا رفيق الجرح

دثر حرفك المهدور

تحت مظلة الأوهام

وانبش قبرك العادي

وأكتب شاهدًا وشهادة

فلربما الزمن النبي

يهادن الأعراف

يسقط راية التجديف

يعلن عن شعارٍ واحدٍ

ويكون قبرك

ندبة في وجه جلاد أخير

سار الطريق إلى المدينةِ

والمدينةُ تكره الطرقات

تغلق كفها فيعود منكسرًا

وأنا المزمل روحها

ما دثرتني…

أريجها دومًا عصي 

أنكرتني…

وادعت أني سفاح

ها هي الأم المدينة

تسقط الأسماء

لا تلوي ولا تلج

انتهيت الآن

من أنشودة أخرى

وعجنت حلميَّ

ها هنا

فمتى أدق الباب

أعلن 

أن الريح أتية

*****

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى