البردة المحمدية

د. ريم سليمان الخش-فرنسا

أطل كبدر في الليالي الدوامس

فذاب جليداليأس عن كل يائس

//

أطل وجبريل الامين يشده

يلامس بالاسرار مالم يلامس

//

إذا جاء نصر الله ماتت هواجسي

وشعشعت الأكوان نورا مؤانسي

//

وقلبي لليل العارفين منارة

وأسرار تسبيح الليالي الدوامس

//

وشوقي إلى قرب الحبيب محمد

سرى في براق الروح عمقا مُلامسي

//

سرى راغبا يرجوه قربا ورحمة

بها زهر آمالٍ وخير النفائس

//

سلامٌ على قلبٍ عظيمٍ بدفئه

حليمٍ بنا ماكان يوما بيائس

//

سلامٌ على تحنانِ قلبٍ مُكرم

سلامٌ على جدي شفيعي وحارسي

//

قرأت من القرآن سورة مريم

طهورٌ هي رمزٌ لكل الأوانس

//

لقد كانت الآيات حصنا مباركا

فما عانقت ذاتي لنجمٍ مشاكس

//

وما حرّقت نار الغواية أضلعي

ومانالت الجمرات يوما ملابسي

//

فما أعظم الإيمان درعا وملجأ

يقي القلب زلات اليالي الحنادس

//

ومن نور آيات الكتاب قلائدي

مضيت إلى دربي بجذوة قابس

//

كتاب من الرحمن خير رسالة

أزال ببأس الحق مكر الدسائس

//

صبورٌ على الآلام قلبي محمد

يداوي جراحات الزمان القدامس

//

يحن على نزف الأنام بلمسة

أيا رحمة الحنان خير ملامسي

//

سيبقى بعمق الروح هدي محبة

هطولا على الأخلاق حلو المغارس

//

به هامت الأفلاك عشقا بربها

وشعّت مدارات الجواري الكوانسِ

//

وفاضت عيون الجن حين سماعه

يرتل آيات الكتاب كدارس

//

سرى عاليا للغيب قلبي مسبحا

إلى حضن جنات وخير مجالس

//

الى روضة ضمت نساء محمد

زهورا رياحينا وفخر العرائس

//

نساء رسول الله درٌ ولؤلؤ

لهم حسن أخلاق النجوم القوابسِ

//

خديجة أم المؤمنين ملاذه

كمشتل أزهارٍ بروضِ الفرادس

//

لقد ظلّلت درب الحبيب بفيئها

وكانت سحاب الخير أغلى الأوانس

//

خديجة ملح الروح فاضت سخية

وكانت له ناي الليالي الدوامس

//

عليك صلاة الله أما وزوجة

إليك فروض الحب حتى تؤانسي

//

وفاطمة الزهراء كم شُبهتْ له

وزوجٌ لإبن العم خير الفوارس

//

عليٌ عليُ النفس صهر محمد

وظهر رسول الله ضد الأشاوس

//

فداه ولم يجزع لذات منامة

محبٌ له بالروح حكمة سائس

//

وحول رسول الله صحبٌ كأنهم

أسودٌ له طاحت بغدر مخالس

//

غلاظٌ على الكفار رقٌ قلوبهم

جوامح قد شقوا دروب البسابس

ولو كان فظاقاسي القلب ماأتوا

ولكنه ظلٌّ لدربٍ مشامس

***

لقد ضقت من سوء الليالي وغلّها

تبيع لنا الآثام بيع الأبالس

//

صراخٌ وريحٌ واضطرابٌ مهيمن

ننادي بلا جدوى خيول الدوارس

//

وقهرٌ يجر القهر حتى كأنه

غدا دهرنا قبرا بظلّ التقاعس

//

ظلامٌ وآلام وسحْبُ كآبة

كتابٌ برسم الهجر كل بآيس

//

وقلبي ونزف الروح يبكوننا دما

ننوء بأثقال الهموم الحبائس

//

ومن فرط ماسالت دماء زكية

أضعنا تسابيحا وراء الروامس

//

نسينا جنانا للسلام وأهله

وأثقلت الرؤيا بغيمٍ نواحس

//

وكم أمة جاءت بحرب ضلالة

وكم مبغض يأتي لزرع الخسائس

//

حنيني الى دهر تسامت دروبه

علا ديننا فيه علوّ الشوامس

***

سأهجر ركبا للضغينة ظلهم

وأسعى الى درب الحبيب كفارس

//

سأسعى الى معنى السلام بديننا

فأحيي به كل اصفرار ويابس

//

وما حاجة الأرواح إلا سلامها

ودين به حبٌ جليلُ الغرائس

//

لقد هزّني الوجد العظيم لذكره

فرتلت آيات الكتاب المؤانس

//

وصادفت أمي مريما في مخاضها

وقد حُمّلت عني جميع الهواجس

//

و عيسى رسول الله يبكي لنا أسى

دموعا على دهرٍ عظيم النواكس

//

بفحوى كتاب الله كل محبة

صوامع نهواها ونورالكنائس

//

ويوسف صديقٌ كريمٌ ولم يخن

//

هرعت إلى نار لأحظى بجذوة

وحبي الى الرحمن يجلو وساوسي

//

ركضت فلم أعثر عليها وإنما

رأيت عجول القوم دون القوانس

//

عجول غدوا أرباب جاه وثروة

وماالعرب إلا بيدقٌ للتنافس

//

يساقونها حربا تبيد غلالهم

و باتوا لدى الأغراب صيد الفرائس

//

بعدنا عن الركب الحنيف ونوره

أضعنا سبيل العز شمّ المعاطس

//

وخضنا بجنح الليل حربا على الأنا

وبتنا الى الشهوات قيد الحبائس

//

وأصبحت الأموال ربا يسوسنا

وكل حفاة الأرض طوع الدهارس

//

وكل عذابات القلوب لأننا

بعدنا عن الإسلام بعد المكانس

//

لمحت أبي قابيل يبكي قتيله

وكم من أخ يبكي بغبراء داحس

//

وطوفان أخطاء النفوس بدا لنا

وما عاصما للناس ضد النكائس

//

بدا خضر قرآني حكيما بفقهه

يرى دربنا خيرا وغير مؤايس

//

يرى عزم طالوت بصبر وعزة

يسير إلى دفء برغم القوارسِ

//

سيأتي لنا فجر بكامل حسنه

يزيل عن الإسلام قرع النواقس

//

ومالنصر الا في الثبات بديننا

لنا اسوة في صبر شيخي وسائسي

//

ستشرق شمس العرب بعد غروبها

يعاد بنا مجد الطلول الدوارس

//

إذا جاء نصر الله والفتح كنست

جميع شرور الأرض كلّ المناحس

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى