كتاب: إيقاع الصّمت

عديلة اللّواتي

إضاءات:
خواطِرُ ومقالاتٌ قصيرة
قد تُحدِثُ انتقالةً كبيرة

ما أحوجَ المرءَ اليومَ إلى شيءٍ من الانعزالِ عن صَخبِ الحياةِ وضجيجِ العقلِ وطَوْقِ المادّة، وإلى الخَلوةِ بالذّات دوريًّا، حيثُ السُّكونُ الذي يُتيحُ لهُ رؤيةَ نورهِ الداخليّ ( نورِ الرُّوح ).. الرُّوحِ التي أودعَها الخالِقُ عناصرَ الحُبِّ والصفاءِ والسلامِ والحكمةِ والعطاءِ، والتي حجَبَتْها المُغرِيات الأرضيّة.. فانقادَ بزمامِ (الأنا) التي تُضَيِّقُ لديهِ المساحات والقَناعات، وتجُرُّهُ إلى دوائرِ القلَقِ والألمِ والغيرةِ، وإلى الصِّراعِ مع الذّاتِ ومع الآخرين.

ماأحوجَ النَّفسَ اليومَ إلى الصَّمتِ والتأمُلِّ، وإلى اقتباسِ طاقة النُّورِ من الرَّحمنِ بأسمائهِ الحُسنى التي تملأُ مداراتِ الكون.. لتبدأَ ( الأنا الحقيقيّةُ ) بالظهورِ، وتقهَرَ بالتدريجِ وَهْمَ (الأنا الخياليّة)، ومن ثَمَّ تقودُ الذّاتَ إلى حقلٍ من السَّلامِ والاتِّساعِ والشفافيةِ والحُبِّ.. فتذوقُ ثراءَ الحياة.

الصّمتُ؛ يقودُ إلى التَحَكُّمِ في شَهوةِ الكلامِ.. وإلى التريُّثِ -في اللّحظة- عن الرَّدِ، والهذرِ، والعَتبِ، والحُكْمِ، ومقاطعة المُتحدِّث.. وعن كلماتِ النّقدِ الفوريّةِ التي اعتادَ الناسُ إطلاقها عندما لاتُعجِبهُم اختياراتِ الآخرين، بلا احترامٍ لذوقهِم ومشاعرِهم.

صَمتي يتحدَّثُ؛ إلى البَحرِ والشَّجَرِ والطَّيرِ والسَّماءِ، وإلى اللهِ.. وليسَ بالضرورَةِ إلى البَشَر .

في الصّمتِ؛ حضورٌ وانتباه.
في الصّمتِ؛ يعلو الحِسُّ والتذَوُّق.
في الصَّمتِ؛ اتِّساقٌ للباطنِ قبلَ خروجهِ إلى الظاهِر.
في الصّمتِ؛ هندَسَةٌ للكلماتِ والمَشاعِر.
في الصّمتِ؛ يرتفعُ صوتُ الحِكمة.

وأخيرًا..
للصَّمتِ إيقاعٌ، آمُلُ أن يسمعَهُ القارئُ بين ثنايا سُطورِ النّفسِ من خلالِ مفرداتِ هذهِ الخَواطِر.

…..

للحصول على نسخة : معرض مسقط الدولي للكتاب – مَنَصّة مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى