صهيل الجنون في دمي

سهام الدغاري | ليبيا

كيف تكون القصيدة نسقاً من الأحرف الناشزة ؟

وكيف يكون أبطالها محض شخوص

يقفون كلٌّ مقابل الآخر

يتبادلون الشهيق والزفير

وأيديهم وأرجلهم ترفل في قيود مزخرفة

وكيف أهزهز قلمي وأنا المتنقلة بين سواحل الخيبات

أباعد ما بين الشمس والقمر

كي يستقيم ظلي

و أمضي

لاهثة أجمع أوتار الكلم

أضبط قوافي الجروح

وأصفق للنار حين تلتهم خصلة من شِعْري

وأمضي

أسكب آخر بياضي

أجمع بين آخر زهرتين في الأصيص

أمسح الندى عن جفنيهما

أبحث عن دروبٍ بلا انتهاء

تغسل عن جسدي بقايا ملحه

وأمضي

أعانق الكلمات في صحوها

وانا أدعو لها بالنوم الطويل

وما يسري في العراء

حروف اعتلال

ألمع علتها علةً علةً

قبل أن أسقيها الدواء

وأمضي

بخطوة حَرُون

أُساير حُلماً أخرس

أنشد الصحو

وما الصحو إلَّا صهيل الجنون في دمي

يُسْكبني حتى آخر قطرة

ولن يستكين

حتى يلعق ماتبقى من هزيمة الحكاية ويمضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى