فناء على أعتاب الأنّات

سلمى جمو | تركيا

– 1 –

هسيسُ صوتِك:

«أنا بخير»

ينخرُ في عظام جَلَادتي

يدوّخُني

يربكُني

لتفجّرَ ينابيع

من ترقّب

خوفٍ في داخلي.

بحّتُك العلِيلةُ

داهمَتْني بمرارة خفيةٍ

ليتك كنْتَ تدري أن التي تتألّمُ هي أنا

ليتني أستطيعُ امتصاصَ تلك الأنّاتِ،

وشربها.

جرعاتٌ من إكسير موت

يحييكُ، فيُفنيني…

ليت أناملي تستطيعُ مسدَ جسدِك الواهنِ

ليتني برتقالةٌ تعصرُني؛

لأروي جفافَ حنجرتك اليابسة.

 

– 2 –

صغيري الكبير:

تفكيري يهاجرُ إليك بصمت

صلواتي سئِمَتْ من تكرار حروفِ اسمِك

عجزي يلعنُ نفسَه في الثانية آلافَ المرّات.

شجني وتفاؤلي:

اقتربْ

أو

قرّبني منك

اجعلْني ترياقاً بارداً

يتمدّدُ على بدن

ينتفضُ على شمس نزقة،

ونفحاتِها

أنيموسي (1) التائهُ على حدود الربّ

شوقي ينهشُ بصبري

انفعالاتي تهتزُّ على صراط الثبات

اِنبتْ فيّ نخلةً عنيدةً؛

لأستظلَّ بظلّك الحنونِ

اِنبثقْ من رماد السكرات

طائرَ عنقاء

تنفِضُ عن جناحيها ذرّاتِ الاستسلام.

….

هامش:

(1)الأنيموس: الجانب الذكري من شخصية كلّ أنثى، وهي إحدى المصطلحات التي استخدمها عالم النفس السويسري «كارل يونغ»؛ للتعبير عن التكامل بين الذكر والأنثى. ويُقابل الأنيموس الأنيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى