رتّلتُ حرفي في هواكَ قصيدةً.. (شهقة)
يسرى هزاع | سوريا
يا ديرُ ما زالَ الهوى بستاني
والنّهرُ يصدحُ والضّفافُ أغاني
//
والنّبضُ بحرٌ والضّلوعُ قصيدةٌ
يحتارُ في وصفِ البيانِ لساني
//
قدْ كنتُ من زمنٍ بأرضِكَ نخلةً
ليتَ الفرات بأرضِهِ أخفاني
//
ما للزنابقِ قد ذوتْ مُذْ فارقوا
حتّى النّوارسُ غادرتْ شطآني
//
قدْ كان وحيُ الشّعرِ يأتي طائعاً
الزّاهياتُ من الحروفِ جناني
//
لن ينحني للرّيحِ غصنُ صبابتي
أعلنتُ بعدكَ ثورة العصيانِ
//
أناَ قدْ نظمتُ روائعي ونثرتُها
مِن صوتِ نهرِكَ غرّدتْ ألحاني
//
رتّلتُ حرفي في هواكَ قصيدةً
تختالُ في روحي وفي وجدانِي
//
وسكبتُ حبّي في ضفافِكَ مزنةً
ثملَ الجمالُ بلحنِها الفتّانِ
//
أناَ منذُ بدءِ الخلقِ روحي شهقةٌ
ماءُ الفراتِ يصبُّ في شريانِي
//
إنْ غابَ طيفُك يا فراتُ لعلّهُ
قد حانَ موتي وانتهتْ أحزانِي
//
أمّاهُ إنْ مسّ الفراتُ فجيعةً
(فابكِي عليَّ وجهّزي أكفانِي)