فلسفة اللذة
د. ريم سليمان الخش | باريس
فلسفة اللذة غنائية شعرية الجزء الأول
– افروديت (أنثى حسية):
قالت لمعبودي الجهات الأربع
فمضيق وموسع وممتع
هو عالمي الحسي كون واسع
جذب مجري وثقب يبلع
هو لحظة ال pigbang أول رعشة
ومهدرج من حره أتلذع
حتى أصير سحابة حسية
صهرت لغير مداره لا تخضع
مستعمر نجمي بكامل نشوة
متوقد عن لذعه لا يردع
لغتي انشطارات الحواس إذا هوى
شعلا تصب على المسام وتلسع
وأكاد أقضي مدة دهرية
وأنا وشحنة جذبه والمخدع
ياما امتلأت به فأدمى رقتي
لا يرعوي إما انفطرت الأصبع
متقلب بين النزيف ولذتي
من فرط ما أهواه لا أتوجع
ويزيد في إحسانه متألها
وأزيد من جبروته إذ أركع
وأموت إن كسف الضياء لبرهة
ويموت لو أني لكفري أرجع
وأخاف من برد الفضاء إذا انتحى
عني يفزّعني الفراغ الأروع
أن ليس لي إلا انجذابي لذة
في حضنه كل المكان مجمع
فموزع وممتع ومشبع
زمني وذاتي والجهات الأربع
أنا ماعرفت سوى نداوة طينه
وأظل ألبس طقسه لا أقلَع
متقلب بين الفصول مشوّق
ما بين صيف لاهب لا يشبع
أو بين فصل غائم متوعد
عن برقه ورعوده لا يُقلع
حتى ولو صعقت جذوع جنائني
وتكسرت إثر الهبوب الأفرُع
أهواه بل أرجو دوام تكسري
وتقلبي بين الفصول الأروع
أنا مثل فأر في التجارب غرّه
زر التمتع ضاغطا لا يردع
حتى يخرّ من الضنى متهالكا
ولكل جسم دون شك مصرع
فدوام لذته لوائح رغبتي
وتمائمي ترجوه لا يتقطع!!
***
رابعة (أنثى متصوفة ):
شبق على وجه البسيطة هائم
ودوامه رغم التمني يُمنع
عبثا نقيم معابدا طينية
لا شك أنّ بناءها هو بلقع!!
إني علوت بناطحات سحائبي
أرنو إلى ظلل الغمام وأخشع
أنْ لاحقيقة دونه أبدية
هو لذة النفس التي لا تفزع!!
هو حاضر بين الترائب والنهى
وظلالنا من حوله تتجمع
المبدئ الحق المعيد ونشوتي
مشكاة نورٍ دائم لا يقطع
بلذاذة روحية علوية
أخطو ويبسم من خطايا المهيع
***
عبد السلام (عالم ذرة حاصل على نوبل)
أما لذاذة مبحرٍ بفضائه
قفو دلائل ذاته يتتبع
فهي ارتواء صبابة نورية
سبحانه وهو السناء الأروع
ما لذة الرؤيا تضيئ بخاطري
كشفا تمجده العقول الخشع
ما نشوة الأفكار حين تشربت
حتى الثمالة نوره تتشبع
هي نزعة الأعلى ليكرم ذاته
عن كل سقط غريزة يترفع
***
عروة بن الورد ( شاعر الفقراء):
قلبي أوزعه على أطفاله
قمحا وتخبز مقلتيّ الأدمع
وأخالني ملء السعادة عندما
أرى في الوجوه نضارة إذ تشبع
فلذاذتي مثل الغمام إذا همى
نحو الشعاب الظامئات يُسرّع
أشعلت نفسي شمعة لهزيعهم
وأنا السعيد أنا المحب الطيّع
متقمصٌ قلب المعري إذ يرى
أن اللذاذة غبطةٌ تتوزع
***
من كان يسعى في الضلالة ممتعا
نفسا بعقدة نقصه تتقوقع
سيرى بأنّ الأرض لم تقشع لما
رجوه لؤما زيفه لا ينفع
(الحمد للأرض الجميلة) روحها
من روحه الحمد حين تشعشع
**
ملاحظة : وضعوا فأرا بصندوق ودربوه على ضغط زرين أولهما للطعام والثاني للمتعة الجنسية فما كان من الفأر إلا أن أختار الضغط على الزر الثاني حتى مات من الارهاق والجوع
…
الحمد للأرض الجميلة …مأخوذة من قصيدة عبد القادر الحصني