أيها الإخوة الناخبون والمرشحون احذروا الفتن!!

د. عبد العليم المنشاوي | مصر      

الحمد لله الذي أمَرَنا بالاعتصام بحبله المتين، وحذَّرنا من الفُرقة والفتن ما ظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.لقد توالت الفتن واحدةً تلو الأخرى، واختلط الحابل بالنابل، وذابَت الشبهات في الشهوات، والطالح في الصالح، حتى تمنى المؤمن المخلِص أن يكون تحت الثرى، خيرًا له مِن فوقها. وقد حثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على المبادرة والتزوّد بالأعمال الصالحات قبل حلول الفتن. أيها الإخوة المرشحون الأفاضل:

– احذروا من شخصيات لا تعيش إلا في أجواء الفتن والفرقة وكلما ساهموا في إشعالها بين المرشحين كثرت مكاسبهم!!.

–  احذروا من فتن الإنتخابات والإصطياد في الماء العكر، جميعنا يعلم بأن هناك فئة تعمل بكل جهد دون كلل أو ملل مهمتها الوحيدة اقتناص الكلمات وتحريف معانيها ومن ثم استغلالها للحشد عندما تقترب موعد الانتخابات حيث يتصيدون كلمات البعض لينثروا الفتن بين أبناء المجتمع ويستخدمون لغة التشكيك والتحريض حتى تكون فتنة إقليمية تساعدهم في الوصول إلى سهولة الحشد نحو فرد معين.

–  احذروا الفتن لمنع المشاحنات والتعصب بين بعضنا البعض وذلك لأننا جميعاً إخوه وتربطنا علاقات نسب وقرابة وصداقة ونعتبر الإنتخابات البرلمانية منافسة أو “مباراة كره قدم”  الفائز نقول له الف مبروك والخاسر نقول له حظ أوفر حيث أن جميع المرشحين قامات مرموقة كبيره ولهم كل التقدير والاحترام.

–  احذروا الفتن أيها الأخوة فإن موطنها في هذه الساعات التي تسبق الانتخابات و اجعلوا رضى الله صوب أعينكم، احذروا أن تمسوا بأفعالكم أعراض الناس وكرامتهم و ابتعدوا عن مجالس النميمة وقد غنم وفاز من ذكر الله في نفسه فمنعه ذلك عن فعل ما يهين كرامة الناس أو يمس أعراضهم و تذكروا “احفظ الله يحفظك”.

– حافظوا علي علاقتكم الطيبة مع الآخرين ولا تنساقوا وراء مروجي الشائعات والفتن، فرب شائعة تتسبب في جرائم قد لا يُحمد عقباها.

–  من أسوأ العقوبات التي تصيب الإنسان أن “ينسى نفسه” فيمشي في طريق الشر يظنه سبيل الخير، ويختار السوء ويراه الجيد. ويقرر الخطأ مع وضوح الصواب، ويترك الحسن ويستبدله بالقبيح، وهو في كل ذلك لا يتوقف ولا يتراجع، ولم أكن أتصور أن هذه عقوبة حتى تأملت قول الله :﴿نسوا الله فأنساهم أنفسهم﴾ فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا لمن يحب (طابت أوقاتكم في طاعة الله)، ” كم من مشهور في الأرض.. مجهول في السماء} “وكم من مجهول في الأرض.. معروف في السماء { المعيار التقوى وليس الأقوى!!} اللهم أرشدنا إلي طريق الصلاح والفلاح وتوليأمرنا.

أخي المواطن عندما يكون لدينا ناخب فاهم ، واعٍ، مدرك أهميه المسؤولية، شريف لا يقبل التزوير ولا المتاجرة بصوته الانتخابي ولا الرشوة بالمال أو تبعاته ولا متعصب لفئة أو قبيلة ومشارك مشاركة إيجابية، سيكون عندنا نائب برلماني قوي، ينتج عنه مجلس نيابي يهدف لإصلاح تشريعي يليق بطموحات الشعب المصري.

أتمنى أن نكون أكثر وعياً وأشد حرصا على الحفاظ على النسيج الوطني، فالانتخابات والكراسي زائلة ولن تبقي سوى الأخلاق والعلاقات الطيبة والسمعة الحسنة.

ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.. أدعو من الله – عز وجل – أن يوفق من فيه الخير للبلاد والعباد ودمتم ودامت مصرنا الحبيبة بخير وسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى