ابن البواب أشهر الخطاطين في العربية ومبدع زخرفة النصوص القرآنية

محمد عبد الرحمن | مصر

تستضيف واشنطن هذه الأيام معرضاً جميلاً عن المصحف الشريف وتطور خطه في أحد متاحف سميثسونيان العريقة، يحوي مصاحف نفيسة من العهد الأموي والعباسي ومن أهم مقتنيات المعرض (مصحف ابن البوّاب) الخطاط الشهير تلميذ الخطاط ابن مقلة والذي سمّاه الذهبي: (ملِك الكتابة). كُتب هذا المصحف سنة ٣٩١هـ.

سيرة ابن البوّاب الذي بدأ مزيّناً للسقوف، وانتهى دفيناً بجوار إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ومرثياً من إمام شيعة عصره الشريف المرتضى أحد أعظم من خطت يده نصوص القرآن الكريم، رسم حروف الذكر الحكيم وكأنه يرسم لوحات بديعة الصنع، عظيمة الفن، خلد فى التاريخ فأصبح واحد من الخطاطين في التاريخ الإسلامي، وأحد المطورين العظماء فى فن الخط العربي، إنه الخطاط العربي ابن البواب.

هو أبو الحسن على بن هلال بن عبد العزيز، المعروف بـ ابن البواب “توفى 2 جمادى الأولى 413هـ/3 أغسطس 1022 م”، وسمى ابن البواب لأن أباه كان يعمل بوابا، ولا يعرف على وجه اليقين تاريخ مولده، وإن كان يرجح أنه ولد في حدود سنة 350 هـ الموافق 961 م، إضافة لكونه خطاطاً فهو أيضاً كان يمارس الزخرفة والتزويق.

 ومؤخرا عرض الأديب الكبير الدكتور “يوسف زيدان ” على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مخطوطة للمصحف من إبداع أحد عباقرة الخط العربي وهو ابن البواب، تعود لنهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الهجري، وهي واحدة من أقدم وأجمل مخطوطات القرآن الكريم.

 ترك ابن البواب منظومة في فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب، أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب فى الخط والقلم، وهي في أدوات الكتابة، وقد نشرها نفر من الباحثين مثل: محمد بهجة الأثري، ولها شرح بقلم ابن الوحيد شرف الدين محمد بن شريف الزرعي، المتوفى في القاهرة سنة (711هـ الموافق 1311م بعنوان “شرح ابن الوحيد على رائية ابن البواب”، ونشر هذا الشرح في تونس سنة 1387هـ الموافق 1967م.

 ومن آثاره الباقية: المصحف الذى كتبه فى بغداد سنة (391هـ = 1000م)، وهو محفوظ في مكتبة “جستر بيتي” في دبلن بأيرلندا، وهو مزخرف زخرفة رائعة لا تقل جمالاً عن خطه، وهى من عمل ابن البواب نفسه. وخط رسالة أبى عثمان بن بحر الجاحظ في مدح الكتب والحث على جمعها، وهي محفوظة فى خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة، وهى مختومة بقوله: “كتبه على بن هلال حامد الله تعالى على نعمة”.

وخط شعر سلامة بن جندل، وتحتفظ خزانة “قصر بغداد” بمتحف “سراي طوب قبو” بالآستانة بنسخة منها، كما تحتفظ مكتبة “آيا صوفيا” بالآستانة بنسخة أخرى، ومن آثاره التي وصلتنا “دعاء روى عن زيد بن ثابت”، وديوان شعر الحادرة، وهو من مخطوطات دار الكتب المصرية، ورسالة أحمد بن الواثق إلى محمد بن يزيد التمالي النحوي يسأله عن أفضل البلاغتين.

يذكر المؤرخون أن ابن البواب هذب طريقة ابن مقلة الخطاط العظيم، ونقحها وكساها طلاوة وبهجة، ومن آثاره الباقية منظومة في فن الخط وآثارًا فنية خطها للمصحف الشريف وبعض الكتب. أما المنظومة فهي: رائية ابن البواب في الخط والقلم، وخط رسالة أبى عثمان بن بحر الجاحظ فى مدح الكتب والحث على جمعها، وهى محفوظة في خزانة متحف الآثار التركية الإسلامية بالآستانة.

 وقد لقى ابن البواب الثناء والتقدير من المؤرخين، فأجمعوا على أنه كان إمامًا فى الخط لم ينافسه أحد، ولقبوه بألقاب بديعة، فيقول عنه الذهبي: إنه ملك الكتابة، ولقبه المؤرخ ابن الفوطي بأنه “قلم الله في أرضه”، ومدحه ابن الرومى.

 وقد درس المستشرق “رايس” خصائص خط ابن البواب، مستعينًا بالمصحف الشريف الذى خطّه ابن البواب، والمحفوظ فى مكتبة “جستر بيتي” بدبلن، وقام بالمحاولة نفسها الباحث العراقي هلال ناجى في كتابه “ابن البواب” عبقرى الخط العربي عبر العصور، واستطاع أن يقف على خصائص طريقة ابن البواب في الكتابة من خلال الاستعانة بنصوص له، تصف الطريقة المثلى لشكل كل حرف وهيئته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى