إيعاز إلغاء

لشاعر غسان الحجاج / العراق
اعشّشُ في جبين الفجرِ
مثل قلادة العذراءْ

وأمشي لستُ محترساً
بصمْتيَ خارجَ الضوضاءْ

من الأطيان لي موتٌ
ستثملُ منهُ روحُ الماءْ

و لي تفاحةٌ سقطتْ
فكانتْ آية الإقصاءْ

ولي في النار اغنيةُ
السلام و بردها الأنداءْ

تعاويذي مناورة ٌ
كما الامواج والانواءْ

هنا في قاربي المشحون
اصنافٌ من البؤساءْ

تسافر بي خواطرهم
كاسماءٍ بلا اسماءْ

وعن سهوٍ يخامرني
سألتُ رسائل الأصداءْ

وجدتُ نهايةً مثلى
كأمٍّ دونما أثداءْ

وكان الوقت طفلاً
يرضع الاعمار حين خفاءْ

كمثل عناكبٍ تسعى
تمارس لعبة استمناءْ

مناسيبٌ بلا ماءٍ
واقنعةٌ كما الحرباءْ

همُ من احدثوا شرخاً
فكانوا صورة الخيلاءْ

رسوتُ بقاربي المشحون
بين حماقة الأنحاءْ

فتحتُ العين مقبرةً
لتدفن ادمعي الحرّاءْ

فأطبقت الجفون على
تباريحٍ من الأعباءْ

لان الموت في وطني
كما الإيعاز للإلغاءْ

سأرسمُ قاصرات الطرف
في بحبوحتي البيضاءْ

ومن استبرق المعنى
سأخصف رملة الصحراء

فذي انهار محبرتي
تؤثثُ جنتي الخضراءْ

لانَّ جهنم الدنيا
كفلسفةٍ من الاحماءْ

بداية رحلة الاخرى
صلاة الصمت للاصغاءْ

سيُغفَرُ ذنبُكَ العذريُّ
ان لم تكثرِ الأخطاءْ

فكن في الخلق لؤلؤةً
من الأعماق دون رياءْ

أيا هذا الذي يمشي
كما العكازة العرجاءْ

لتفتحْ كلَّ نافذةٍ
تسلّقَ نورها الايحاءْ

وعشْ للحبِّ امنيةً
من المعراج والاسراءْ

باجنحةٍ من الذوبان
حلقْ دونما ابطاءْ

الا يا ايها المحزون
بعد الحزن شمس رخاءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى