مَنَارُ الفَنِّ وَالطّرَبِ

د. حاتم جوعيه | فلسطين

صَرْحُ الغناءِ مَنارُ الفنِّ والطرَبِ
كلُّ الدُّنىَ انْبَهَرتْ في صوتِكِ العذِب ِ
°°°
صوتٌ أتانا من الفردوس ِ مَبْعَثُهُ
لا لم نجدْ مثلهُ في العالمِ العربي
°°°
أنتِ الملاكُ الذي قد جاءَ يُطرِبُنا
وينثرُ الليلَ بالاقمارِ والشهبِ
°°°
يَحَارُ فيكِ النُّهَى والقلبُ في وَلَهٍ
والروحُ قد سَكِرَتْ في قمَّةِ الطربِ
°°°
ويعجزُ الفمُ في تقييمِ مُعْجِزَةٍ
ويعجزُ السّحرُ مِنْ شعرٍ ومن أدَبِ
°°°
وصوُتكِ المخمليُّ العذبُ أعشقُهُ
كم يشعلُ الوجدَ في أوتارِ مُغتربِ
°°°
كوني ليَ البلبلَ الغرّيدَ مؤتلقاً
ويبعثُ الدفءَ في نبضي وفي عَصَبي
°°°
أصداءُ صوتِكِ سمفونية خَلدَتْ تروي
لظىَ القلبِ من جوع ٍ ومن سَغبِ
°°°
فترتقِي النفسُ فوق النجمِ موقِعُهَا
تُحَلّقُ الروحُ خلفَ الغيبِ والحُجُب ِ
°°°
تعانقُ النورَ في شوقٍ وفي أرَنٍ
تنحلُّ عن جسدٍ كم كانَ في وَصَب
°°°
لعالمِ الروحِ كم ترنُو سرائِرُنَا
وليسَ للعالمِ المادِيِّ والتّربِ
°°°
تجتاحُنا نشوةٌ صوفية ٌسَطعتْ
في الحبِّ نحنُ وَصلنا غايةَ الأرَب
°°°
أغدُو أنا “عُمَرَ الخيامِ” مؤتلقاً
في ذروةِ الوجدِ والتحليقِ للسُّحبِ
°°°
إبداعُهُ في رُباعيَّاتهِ مثلٌ
بالعلمِ جَسَّدتهُ في الشعرِ والكتب ِ
°°°
وكم شَدَتْ “أمُّ كلثومٍ” روائعَهُ
من بعدِ ما تُرجمَتْ في غايةِ العجب ِ
°°°
يا روعة َ الفنِّ أنتِ الروحُ بَهْجَتُها
كمْ هَزَّ صوتُكِ من صَبٍّ ومُكتئِب ِ
°°°
غنيِّ ومن دُرِّ شعري إنَّ مُبدِعَهُ
قلبي المُعَنىَّ وبالآلامِ والتعب ِ
°°°
إن الحياةَ َ بدونِ الحُبِّ مَهزلة ٌ
لا طعمَ لا لونَ لا إبداعَ كالعَطب ِ
°°°
يا ربَّةَ الفنِّ غنيِّ الحُبَّ في وطني
كوني السَّنا والمنى للعالمِ الرَّحْب ِ
°°°
جميلة ٌ أنتِ كالأزهارِ ساحرةٌ
كالبدرِ ساطعةٌ كالنورِ كاللهبِ
°°°
كالغصنِ ليِّنَةٌ كالظبي ِقادِمَةٌ
والكلُّ يُفْتَنُ من بُعدٍ ومن كَثَبِ
°°°
وأنتِ أنتِ مدَى الأيامِ نجمتنا
مكانُها في شِغافِ القلب ِ والهُدُبِ
°°°
دُومِي لنا قِبْلة َ الإبداع ِنقصدُهَا
يا روعةَ الفنِّ للأيامِ والحِقبِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى