جراح الأرض
محمد ذيب سليمان / الأردن
تزاحَـمَ ليـلٌ فـي الفُـؤاد ونـازلُ
وهـــدَّ عدوٌ مـا يـروقُ وجـاهلُ
.
ولمْ تُبقِ فِيَّ الريحُ غيـرَ حَشـاشةٍ
تـداعتْ وأدْماها من الهَـمِّ وابـل
.
ففي كلِّ يـومٍ يوقـدُ الحقـدُ نـاره
بأضلاع أرضِ دونها العمـرُ راحل
.
أتاهـا بأنيـابِ الذِّئـاب يلوكُهــا
ويسـحقُ أعشاشـاً بَنتْها العنادل
.
ويُدمي ترابـاً شـاخَ فوق أديمهـا
وما جـاءَ بغيـاً في يديْه القنـابل
.
ويسفِكُ ضوْء الشَّمس حالَ بزوغها
جبـانٌ تخفَّى , بالظَّـلام يُقــاتل
.
يُراهن أن لا يتركَ السَّـيفُ غِمـدهُ
على أرضها , أن تستكين المعـاقل
.
ويأملُ أن لا يطرحَ القمح في غـدٍ
بذاراً , وأن ترضى بما هو فـاعلً
.
ولم يدرِ أنَّ الأرضَ يوقِـظُ جرحُها
نفوسـاً لها فوق السَّـحابِ منـازل
.
تـلاقتْ على عهـدِ الجهـادِ بغـزَّةٍ
فأضحتْ شُموسـاً في الوغى تتمايل
..
إذا راود المحتـلَّ طيـفََ ضلالــةٍ
تنـادتْ على درب الجهـادِ تُنـازل
..
تُهرولُ للسّـاحاتِ يَحمِلهـا الفِـدى
وجـرحٌ عميـقٌ نـازفٌ مُتواصـل
.
وحقٌ تمـادى الغـاصبون بهدْمـه
وظلمٌ على أرض الرِّبـاط يُطـاول
.
فتخلـعُ قلـب المعتـدين كأنمــا
ليـوثٌ لأسـباب النَّجـاة تُفـاصل
.
وتقْنصُ أرواحـاً يُفاجئهـا الـرَّدى
فتنهـارُ الْبـابٌ غزتهـا الـذَّوامل
.
وتلثُــم آلآم الجــراحِ بعِـــزَّةٍ
إذا ما دعاهـا للسَّـلامة خــاذل
.
علـى أرضهـا للكبريـاءِ ثقــافةٌ
تـلاقتْ عليها في العَطـاءِ شـمائل
.
تُواجـهُ عصْف الرّيح دون مهـابةٍ
وكـمْ قد رماهـا حـاقدٌ ومُخـاتل
.
فما زادهـا التَّفـريط غير صلابـةٍ
وما أَخَـذتْ من راحتيْها الحَبـائل
.
وما هدَّها الجوعُ المُسيَّـسُ والحصا
رُ حيـن أرادتهــا بذُلٍّ سَـواحل
.
سـتبقى جبـالاً لن يُفتِّتُهـا الرَّدى
وتنموا جُـذوراً للكفـاحِ تُواصـل
.
كفاها على السّـاحات أن تبلغ المنى
وتُرضي إلـهًا بالجنـان يُبــادل