أكواخ الحب بلا أبواب

نص: محمود العياط

 

يمضى القطار

بعيدا بعيدا

يلقى آمالا

سعيدة لنجوع

المسافرين

وميضا يبث

من النوافذ الحنين

راحلون دأبا

يسكنون

أكواخ الحب

والشقيقات السبع

يتراقصون

في كبد السماء

فوق كتف

الجبار الأيمن

ويداعبن المساء

الثريا الصبايا

منذ المليون عام

العناقيد الزرقاء

تدل إحداها

على  نجم 

في الغيم غريق

والأخرى

على وحشة

في عين

الصديق

والثالثة على

آهات الطريق

والرابعة مسها

الضيق

والخامسة معشوقة

والسادسة العشيق

والسابعة أسطورة

الإغريق

والثامنة أراها

وحدي على

حافة البريق

تلك بيوت الصعيد

تجرى مشتتة

بلا أسباب

إن أكواخ الحب

قلوبهن

بلا أبواب

///

يا ابنه الربيع

وصهرة الحجب

الدار ولى بعيدا

والليل يرضع ظلامة

والكروان ظل يغنى

بين آلات الطرب

نهود الغربة

لا تضيع

ولا سؤوم

ولا وجب

قدود الإياب 

خجلة من سحب

شطان الحقل

تزأر في صخب

بالزروع الهائجات

تسعد الطيور المهاجرات

بعيدا ذاهبات وهائمات

إن المسافرين على

المقاعد شاخصون

في السكات

إن الخمائل

تبدو تليدة

وتحذر الذكريات

من الذهاب بلمح

البصر تارة

وتارة أخرى

من الاقتراب

///

 

بيوت تلك أم

أكواخ للحب

مشرقة

بأضواء الشموع

هي هجوع

العصافير

على متن الفروع

هي كؤوس

في أيدى الدهور

منكسة الدموع

فهل يذوق الموت

الجمال

إنه في الخلود

بيوت تسعد

بالوصال وتسكن

وتنتحب الاغتراب

///

هناك

في السكة الحديد

المنتهى

رائحة البحر

تقتبس بعد الدجى

ضوءا من شعاع

على شاطئ الفجر

كانت الشمس صبية

مكشوفة الكتف

والذراع

وكان دوى القطار

مصلوب فوق شراع

انزوت الأمواج

بين الحيتان

تبث الزعر

وتقتل الغرام

فيذوب حرفان

حاء وباء

ما بين الأحباء

أسطورة

فى الرحيل والإياب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى