جمال البشرة والتلوث البيئى: الأسباب والأضرار (1)

أ. د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية الطبية والسمومالولايات المتحدة الأمريكية

يتعرض جسم الإنسان، بدءًا من الجلد والبشرة، لهجوم كبير نتيجة لتفشى التلوث والعناصر السامة في البيئة. يمكن أن تتسبب كثافة العوامل البيئية الضارة مثل عوادم السيارات، والمياه والأبخرة، والأشعة فوق البنفسجية،  في جعل الجلد البشرى أكثر عرضة للتهيج والحساسية، والالتهابات والطفح الجلدي والبثور، وفي أسوأ الأحوال، ربما الاصابة بسرطان الجلد.

 تدخل الجسيمات النانوية الصغيرة الجسم على شكل أوساخ أو غبار أو سخام ينفذ الى خلايا الجلد

ويؤثر سلبًا عليها.  ويحدث هذا بسبب التصاق بعضا من تلك الجزيئات النشطة كيميائياً، والتي يشار إليها بالجذور الحرة free radicals، حيث تبدأ في إتلاف حاجز الحماية الطبيعي للبشرة.

وبمجرد أن يتم اختراق الجلد، وهو هذا الحاجز المناعي الأول بالجسم – تبدأ الدهون والكولاجين (المسؤولان عن توفير الترطيب والسمنة الطبيعية للبشرة) في الانهيار. وتبدو الآثار جلية في زيادة الاحساس بجفاف الجلد، وظهور البقع، ونقص توهج البشرة بشكل عام، وظهور علامات الشيخوخة.

تنتشر الملوثات خارج البيوت وداخلها، في كل من البيئات الحضرية والريفية على السواء. وتتوزع الملوثات المستنشقة في الهواء أو المختلطة بالغذاء على الجسم كله عن طريق الجهاز الدورى ، مما يجعل كل من طبقات الجلد السطحية المكشوفة والعميقة أهدافًا للضرر.

قدمت الدراسات الأساسية والإكلينيكية أدلة علمية كثيرة على تفاعلات الملوثات البيئية مع الجلد. حيث وجد أنها تنشط عمليات الأيض الهدمية ومسارات إلتهابية مختلفة، وتحفز من عمليات التأكسد لمركبات حيوية هامة عن طريق تثبيط مضادات الأكسدة على وجه الخصوص.  الجلد هو أيضًا هدف آخر معروف لحدوث ما يعرف بالإجهاد التأكسدي oxidative stress بسبب الأشعة فوق البنفسجية.  تبدأ شرارة الإجهاد التأكسدي  بالتعرض للجسيمات السامة ، ثم يليها سلسلة من الاكسدة الذاتية نتيجة لإستهلاك كامل للمخزون الطبيعى من مضادات الاكسدة بالجسم.

ربما نحتاج مزيدا من الدراسة للتحقق من مدى وآثار تفاعلات الملوثات بالجلد مع ميكروبيوتا microbiota الجلد الطبيعية، وهي الميكروبات المفيدة بالجلد، تزامنًا مع التعرض لمثل هذه الاشعة لتقييم تأثيرها المُحدد على صحة الجلد. وتظهر الاثار المدمرة للتلوث كأعراض واضحة في حدة علامات شيخوخة الجلد، وظهور تجاعيد الوجه في أعمار مبكرة.

التلوث هو في الواقع مزيج من العديد من المكونات مما يجعل من الصعب تحديد أي من العناصر المختلفة المسؤولة بالضبط عن تغيرات الجلد التي نراها ميوم لآخر..  وفى المجمل فإن الكثير من الملوثات تم التحقق من ضررها المؤكد على البشرة. والقائمة المختصرة تشمل غازات احتراق الوقود والفحم و الغبار الحضري (المدن) متناهي الصغر.  ومن المدهش أن نرى أنه تم فصل مزيج من 224 مادة كيميائية سامة في هذا الغبار وحده، منها هيدروكربونات ضارة بواقي مبيدات حشرية معادن ثقيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى