حين صرخ افلاطون

عبد السلام سنان | ليبيا

 

في تعاليم الحكمة والأحجيات، كان يخبئُ قصائد المساء، يدسُّ في جيبهِ بخور الخلاص الأبدي، مشؤومة دروب القصر، ثائرة ضِفاف النهر، باكية نوافذ الخواء، تستجدي أنوثة الشمس، ليس ثمّة امرأة تكتبُ الرقاع وتخطُّ القراطيس، تتصيّدُ كحل العتمة، تشعل زيت القناديل النحاسية، حين يجلس فيلسوف الحقيقة، تتحنّط أثداء الخصوبة، تتشظى اللحظات المتسربلة في أخاديد الزمن، أفصح الرجل عن مدينته الفاضلة، لم يدُرْ بِخَلده البته، أن أودية الاغريق المالحة ستصبحُ جنائن ليمون وزعتر، وزوايا لا تخشى الظلام، إنه الانتصار على النفس، تلك هي غايات الحاجة، أن تَسْخر من المتاعب، نظرة التدقيق للحياة التي نستحقها، لم يُسْرج الرجل خيولا للحرب والدمار، ينظر للمرايا ويكتب أشعارًا وينفثُ دخان، أفرد للنفسِ ذائقتها الفنية، يرسم وينحت امرأة على الصلصال، ترتعشُ فرائص الأرض الكروية، توقُ الجياع لرغيفٍ حاف ورقصٍ وحرية، تتمتم الريح لغة الكادحين، ترسم المطر على حقول السنابل، قبابٌ من ضوءٍ وفراشات بنفسجية، سعف أخضر وشتلة زيتونٍ ذهبية، يبتلعُ لسان الماء تفاح الجاذبية، يختفي الخراب، حين تخضّبُ فلسفة الرؤى، يشعلُ الشيخ كبريته الأصفر، يصرخُ فوق صهوة العراء الأزلية، ينضّدُ هوس التاريخ، تزفُّ عذرية الشمس إلى مجدٍ كتبتهُ امرأة حنطية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى