أسباب مناهضة التطعيم ضد فيروس كورونا

أ. د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية الطبية والسموم – الولايات المتحدة الأمريكية

 

ظاهرة معارضة اللقاحات ورفض التطعيم عمومًا ليست وليدة اليوم؛ بل هي سلوك إنساني موجود منذ اكتشاف اللقاح كوسيلة مهمة لمقاومة كثير من الأمراض المعدية كالفيروسات والبكتيريا.

هذه الظاهرة تم تصنيفها من منظمة الصحة العالمية من أكبر عشرة تهديدات صحية عالمية لعام 2019.  حيث أنه من المعلوم علميا وطبيًا أن الاحجام عن اللقاحات غالبا ما يؤدى الى تفشي الأمراض والوفيات الناجمة عن أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات.

يشمل مصطلح مناهضة التطعيم anti-vaccination الرفض الصريح للتطعيم، أو تأخيره، أو قبول اللقاحات مع عدم التأكد من فائدة استخدامها، أو اختيار لقاحات لأمراض معينة دون غيرها.  ولعل أصح الحجج ضد التطعيم، ربما تتناقض مع الإجماع العلمي الساحق حول سلامة وفعالية اللقاح لحفظ الأرواح.

وتعود مناهضة التطعيم إلى زمن ما قبل صياغة مصطلحات “اللقاح vaccine ” و “التطعيم vaccination ” بحوالي 80 عامًا.  وتتغير الفرضيات السلبية التي أثارها دعاة مناهضة التطعيم بمرور الوقت.

عدة عوامل رئيسية لرفض اللقاح بما في ذلك عدم ثقة الشخص في اللقاح نفسه، أو الجهة التي تمنح الرعاية الصحية، وكذلك من عوامل مثل الرضا عن النفس، حيث لا يرى الشخص حاجة للقاح أو لا يرى قيمة له، أو ربما عدم إمكانية الحصول على اللقاحات حين تتطلب الحاجة إليها.

ورغم معارضة نشطاء الحريات العامة، فقد قامت كثير من الدول بصياغة قوانين صارمة تجعل من التطعيم الإجباري هدفا للأمن القومي الصحي ودخول التعليم العام، والحصول على وظائف عامة، ولا سيما فى مجال الرعاية الصحية.

وقد تم إثبات الدليل العلمي على فعالية حملات التطعيم من زمن بعيد، حيث ينجو حوالي ثلاثة ملايين من الموت كل عام في جميع أنحاء العالم بسبب التطعيم، وربما يمكن حفظ 1.5 مليون روح إضافية كل عام، إذا تم استخدام جميع اللقاحات الموصى بها. وقد ساعدت حملات التطعيم في القضاء على مرض الجدري، الذي قتل ما يصل إلى واحد من كل سبعة أطفال في أوروبا، والقضاء على شلل الأطفال تقريبًا.

وبينما يجادل مناهضو اللقاح أن الانخفاض في الأمراض المعدية هو نتيجة لتحسين الصرف الصحي والنظافة (بدلاً من التطعيم)، أو أن هذه الأمراض كانت بالفعل في انخفاض قبل إدخال لقاحات معينة أو أنها قد تمنح حماية مؤقته. ولا تدعم البيانات العلمية هذه الادعاءات؛ حيث أن نقطة إدخال لقاحات هى دائما النقطة الحرجة التي ينخفض معدل الإصابات إلى ما يقرب من الصفر.

تقلل برامج التطعيم من تزايد خطر الإصابة بالأمراض المستوطنة لجميع السكان، وتعزز ما يعرف بمناعة القطيع لعدوى ما. حيث أنه إذا تم تلقيح عدد كافٍ من السكان، فإن مناعة القطيع تصبح سارية المفعول ، مما يقلل من الخطر على الأشخاص الذين لا يستطيعون تلقي اللقاحات لهذا المرض؛ إما لأنهم صغار جدًا أو كبار السن ، أو يعانون من نقص المناعة ، أو لديهم حساسية شديدة من مكونات اللقاح. وغالبًا ما تكون النتيجة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والذين يصابون بالعدوى أسوأ من تلك الخاصة بعامة الناس.

وأخيرًا اوجه نظر حضراتكم الى سلسلة مقالات مارثون اللقاح لمكافحة لجائحة فيروس كورونا المستجد حاولنا فيها نقل الصورة كاملة عن المجهود العلمي الحالي وما هي أنواع وتكنولوجيا اللقاح التي تسابق العالم فى انتاجها ومنها ما يتم استخدامه في الدول هذه الساعة.

….

هامش: الروابط الهامة:

مارثون لقاح كوفيد-19: اللاعبون (1)

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=33614

^^^

 مارثون لقاح كوفيد-19: العشر الاوائل (2)

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=33736

^^^

مارثون لقاح كوفيد-19: الفرح أم القلق؟ (3)

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=34029

^^^

لقاء في قناة الصحة والجمال (مصر، ديسمبر 2020)

https://m.youtube.com/watch?v=CqG4gwhXx0Q

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى