المحاربون

 

المينا علي حسن |  العراق

عندما لا أجدْ ما يشبهني

أُكرر نفسي

لا أفعل شيئا سوى

أن أبقى هكذا

لا ألتفت إلى الوراء

لا أنتظر المستقبل

أن يأتي ممتلئا بالأحداث

أمسح أطرافي المحبَّرة

على وجهي

أرى هيئتي في قدح الماء

وبعض ( أنا ) بالظل الّذي يعكسه الشمعدان

وهنا أحكي عن الحياة

مثلاً عن قسوة الشمس

وهيَ تحاول اقتحام

مُقل أبي الضريرة

عن طريقة التخلص

من الأقارب المنغلقين عن العالم

عن أولئك الذين يشترون الفن

بأموالهم ويحضرون حفلات الرقص

وعند المغادرة يصفوهُنَّ بالعاهِرات

عن ألم الخيال

وصعوبة اللقاءات

عن عمق الصمت

وحنين الطاولات

ودفء الكفوف

نحن في هذه الحياة محاربون

لا نقتني لأنفسنا شيئا

سوى الذي يفرضه قائد الحرب

منغمسون بما لا نحبّ

لي روح حورية

وذراع طير

ووجه غيمة

وجسد كالسماء

ليس لي مكان إقامة

فكلما يفكر بيَّ أحدهم أُقيم بداخله

لا أستطيع العيش في حياة واحدة

كل ما أحتاجه استنشاق رائحة بلادي من جميع تلك البيوت

دون أن تمر بجانب ياقة الطغاة

وقهوّة رمادية في نهاية كلّ وداع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى