أحبك أحبك و البقيّة تأتي

ناهد بدران | سوريا – لندن

(معارضة قصيدة نزار قباني)
أحبك أحبك و البقيّة تأتي

حضوركَ وحيٌ .. لفّ القصيدةْ
و عيناكَ خمرةٌ قدسيةْ
وشاحُ سحرٍ .. و الشّوقُ برقٌ ..
يقدّ وتيني
فكيفَ عصفتَ رقيقاً ..؟
تمشّطُ أنفاسَ شغافٍ بربريّة
أتعلمُ أنّكَ قيدُ انتظاري ..؟
و إنّي أحبّكْ ..
و أعشقُ صمتاً يثرثرُ في عينيكَ
و حبّاتِ قمحٍ تغفو على راحتيكَ
و من صدركَ أقطفُ ألفَ دليلْ
أحبّكَ أكثرْ ….
فلا تتنكّرْ … لهمسٍ .. و عزفٍ
سقاكَ الهوى من دنانِ العيونِ ..
رؤىً حاتميّةْ
أريدُ التّبحّرَ فيكَ أكثرْ ..
أريدكَ فصلاً يزفّ الرّبيعَ ببوحٍ معطّرْ
دعني أقبلّ حسناً تبدّى
زهوراً على هضبةٍ تدمريّةْ
و أرقشُ ضوءً بين النسائمِ تحتَ الجّبينِ ..
و أسكبُ شعراً فوقَ القدودِ و بين الخدودِ
في ظلّ خطوطٍ خمريّةْ
دعني أعانقُ صوتاً كنوتاتِ صباحْ
أتسألُ حقاً …؟؟
أجيبكَ صدقاً … و عن طيبِ نيّةْ
فأنتَ الشّراعُ .. و أنتَ الضّياعُ ..
و ليلٌ توشّى بخيطانِ فجرٍ
ليسقيَ لحناً يميسُ إذا ما روتهُ
النّايات العذريّة ..
نديماً أخبئهُ في بسمةٍ خضراءَ ..
و أطعمهُ نبضةً عصماءَ ..
بصدقِ السّجيّةْ ..
أما زلتَ تقرأ ظلّي بين الزّوايا ..
و على جبينِ المرايا
و تسقيهِ من نغمةٍ شعريّة
ما زالَت قهوتي مرّةٌ
وحديث عينيكَ يحلّيها ..!!
و لا زلتُ أبحثُ عن مفرداتٍ
تعيدكَ شمساً
بينَ الضّفائرِ البريّةْ ..
اسكبْ نجواكَ في أكوابي
أنا العاشقةُ العنيدةْ
إن نلْتَ من طرفِ عينيَ نظرةً
تكتفيْ ..
و لن تطلبَ المزيدَ
بماذا أترجمُ نزفَ الوتينِ ..؟
فهل من حروفٍ تواسي القصيدةْ ..!
و كلّ اللّغاتِ أمامَ عينيكَ بكمٌ
و كلّ الحساباتِ صفرٌ
و تبقى المعادلةَ الخطيرةْ
أريدُ لغةً تقبّلُ خدّكَ .. تزرعُ
بينَ الشّفاهِ الشّقيّةْ
نجوماً كثيرةْ …
و إنّي أحبّكَ … و تلكَ هي البقيّة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى