ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المبدعين والجبابرة  (12)

محمد زحايكة | فلسطين

اميل حبيبي.. المبدع العميق

كانت كتابات الراحل اميل حبيبي تسحرني من خلال متابعته في جريدة الاتحاد الحيفاوية.. كتابات تقطر سخرية وعمقا وقاطعة كحد السيف.. وقد نشر الصاحب  العديد من المساهمات والمشاركات في الاتحاد التي كان يرأس تحريرها اميل حبيبي  والتي وزعها الصاحب لفترة من الزمن سرا  في مطلع ثمانينيات القرن العشرين في جامعة بير زيت حيث كانت ممنوعة من التوزيع.. قبل أن يلتقي مواجهة مع ” أبو سلام ” وحضوره الآسر في قاعة دير اللاتين  اللصيقة بحرم الجامعة القديم.. في محاضرة قيمة أدارها حسن اشتيوي”أبو العز” مسؤول اللجنة الثقافية عن حركة الشبيبة في مجلس طلبة جامعة بيرزيت في ذلك الوقت.. وكانت هناك حركة لافتة ولطيفة من أبو سلام عندما يقف للحظات صامتا  متأملا ومبحلقا في أبو العز  الجالس إلى جواره على المنصة.. فتضج القاعة بالضحك!!

عاصرت الحرب الكلامية والسياسية التي شنها “أبو سلام” بدون هوادة على القائمة التقدمية العربية للسلام برئاسة النائب محمد ميعاري حتى بعد أن حظي هذا الأخير بتأييد مناصري فتح وتجلى ذلك ذات مرة في احتفال مهيب في الكلية الإبراهيمية بحي الصوانة بالقدس عندما هتف الجمهور الفتحاوى  لميعاري.. فكانت افتتاحية الاتحاد في اليوم التالي.. ميعاري.. ميعاري.. تسخر منه ومن حركته التقدمية؟!

بقيت أمينا لكتابات وروايات  اميل حبيبي .. حتى أن البعض شاكسني قائلا.. ما هي أخبار ” اميل حبيبك “؟  في أواخر أيام حبيبي الذي انحرف صوب اليمين وكتب نحو “عالم بلا أقفاص”  وحدثت ملاسنات  وخلافات فكرية وسياسية بينه وبين الشاعر ورئيس بلدية الناصرة الراحل  توفيق زياد “ابو الأمين”  الذي لم يتورع عن هجائه وذمه .. ورأيت وحزنت.. كيف يختلف المبدعون والرفاق  الكبار في ظل انهيار المنظومة الاشتراكية المدوي؟

وعلمت مرة من الصديق والزميل إبراهيم جوهر أن الراحل حبيبي قد انزعج من حضرتنا بسبب مقال ساخر خفيف دم  عن رائعته ” لكع بن لكع ” نشر  للصاحب  في صحيفة الطليعة الأسبوعية لسان حال الحزب الشيوعي الفلسطيني في ذلك الوقت.. حيث لم  يفهم ويستوعب  الصاحب أبعادها و مراميها  بعيدة المدى .

لروح اميل حبيبي السلام ولإبداعاته الثقافية والأدبية المجد والخلود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى