مفاعل السخرية النووي

رضى كنزاوي | المغرب

عندما أعجب بامرأة أخبرها ببساطة انها جميلة

دون مقدمات فلسفية

دون ان أستعين بقمر او وردة

أو بيت لنزار قباني

ولا لمفك برغي أو مصيدة فئران

وقد أقع في حبها بعد رمشة عين أو ثانيتين…

لا أملك لسانا حلوا

كما أحاول أن لا ارتيدي خيالا أكبر من واقعي

كي لا أضطر إلى شد خاصرتي بحزام..

وهذا مناف تماما لمبادئي…

حتى في الألم تعابيري بسيطة جدا

هي غالبا شتيمة

لا أمسك قلبي أو كاحلي وأتمرغ

على الأرض  كلاعب كرة قدم  يحاول هدر ما تبقى

من وقت لصالح فريقه…

لقد جربت كل أنواع الألم

حتى تحول جهازي العصبي إلى مطاط

ولا اظن ان هناك ألم أشد من ألم طفل حافي

في طابور مدرسة

تدوس الأحذية على اقدامه الباردة

أثناء إنشاد تحية العلم الوطني…

لكنني عندما أخاف أختبئ كالنعال المبعثرة تحت الأسرَّة و الموائد

وأصبح ساما حارا كآثارها على فخذ الطفولة.. 

 

عندما أجوع اشكل نقابة الأمعاء و أخرج في تمرد

شرجي بالصراخ والغازاة السامة..

ثم أصبح بعدها حيوانا لاحما ، نباتيا بلاستيكيا مستعدا

لأكل حشو الأسرة والوسائد

 

أما عندما أظلم عندما أقهر

هنا و فقط أستعمل سلاحي السري

 مفاعل السخرية النووي …

وقد استوحيته ذات يوم من طفل صغير تعرض للضرب

من قبل شاب أرعن، بكى الطفل …

لكنه بعد دقائق تقهقر إلى الخلف جفف دموعه

بقميصه

وبدأ يسخر من ذلك الشاب باخراج لسانه

وهو يضحك مصفقا

فكان اكبر نصر أشهده في حياتي

كاملة

لقد كان أعظم حتى من فتوحات نابليون والاكسندر المقدوني

ولأني لا أملك أي قوة

غير ابتسامتي الحادة كالسعال

ولان السخرية بالمجان

كالماء على الخابيات أمام أعتاب الأبواب المغربية

أسخر

من الموت

من الطغاة

من الجحيم

من المعتقلات

من العواصف

والزلازل

والبراكين

 والكوابيس والأوبئة 

فأضحك حتى تظهر كل اضراسي عارية

كنساء الحمامات الشعبية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى