لامرأة في الرحيل

سائد أبو عبيد | فلسطين

قدرٌ بملءِ الوقتِ يعصرُ مُهجَتي

وأذوبُ في حلمٍ مَليءٍ بالتَّشَوُّقِ

صاعدًا أبدو بلكنَةِ نايِ أَيامي

وأَغرقُ في غَمامٍ من دخانِ حرائقي

شغفي لها يمضي بعبرَتِهِ

ويجتازُ الفراغَ بداخلي

كانت ملامحُها تفيضُ على رصيفِ حكايتي

كلُّ النساءِ لبسنَ شيئًا من مزاياها وحُليَتِها

فأحببتُ النساءَ جميعهنَّ

وصرتُ ألقاها بأحداقِ النِّساءْ

 

ولجَتْ دَّمي

مَسَّتْ شراييني بوردتِها

كأَني صرتُ قديسًا أُرتِّلُ نبضَها

أَزهو بمصباحٍ تعلِّقُهُ بذاتي في الدَّجى اللجيِّ

تهديني بنفسجةً

تضيءُ الدربَ نحو حديقةٍ سكنتْ بها

فمشيتُ أمتصُّ الرحيقَ

ندى يديها

والأثيرَ

لعلَّني أَدني أَريكتَها

أُداني وهجَها

أبديةً تبقى بقربي

تصلحُ الوقتَ المزملَ بالضبابْ

 

خذَلتْ مواقيتُ الهوى قلبي

وأَتعبَني الرحيلْ

وبلا عناوينَ اقتفيتُ نداءَها

وسعيتُ لا أدري لأينَ

أضيعُ مثلكِ

لا أَنا فيَّ انتبهتُ

ولا رأيتُ الحلمَ يخرِجُني من التيهِ الطَّويلْ

أهذي بها

ورأيتُها تمشي أَمامي في مَرايا الماءِ

دافئةُ كشمسِ الصبحِ

أهذي لستُ ألقاها

على عينيَّ قد نبتَ السَّديمْ

ولبستُ هِجرَةَ طائري

وسقطتُ جنبَ النَّهرِ أشربُ من رذاذِ عبورِهِ

في النَّهرِ صورتُها التي هربتْ بعيدًا في الغيابْ

حولي سَرابٌ

في الجفونِ سرابْ!

الماءُ يجري مثل قلبي في القصيدةِ

والقصيدةُ في الهشيمِ

فأتعبَ القلبُ المنادي بالهَوى

سأعيدُ وجهي من نواهُ

أريدُ أنْ أَلقى بهِ شبَهي الذي أَهواهُ

لمعةَ وجنتيها في الصَّباح وفي المساءِ

فأنتِ أَنتِ قصيدتي

 

عيناكِ أينَ هُما؟

فما زال الطريقُ معثِّرًا خَطوي إليكِ

وليسَ في أُفقي ضياءْ

ويداكِ أَينَ هما؟

فما زالتْ خطايَ على حصىً من تيهِنا

أطفأتُ عمري شمعةً تتلو شموعًا في انطفاءٍ

هل سيمضي العمرُ مني تاركًا جسدي بلا أعطارِها؟

سيصيرُ أشهى لو حضرتِ كلازوردَ

كياسمينٍ في يديهْ

 

لمْ تأتِ

صارَ الحبُّ جمرًا في مواقدِ وحدتي

البنُّ في الفنجانِ ليلي

فارتشفتُ الليلَ وحدي

لا أنامُ معي القصيدةُ والهَيامْ

 

لمْ تأتِ بسمتُها

ففتَّحتُ النوافذَ داخلي

إني انتظرتُكِ في ثنايايَ العميقةِ

كان أثَّثني الهوى ستجيءُ حتمًا

فانتظرْ وجهَ اقحوانتِها

ورقصتَها بألحانِ الكمانْ

قلبي المسافرُ في اندهاشِكِ لا يراكِ

فأين إِيقاعُ اللقاءْ؟

إِنِّي أَرى عمري يُصلي حاملًا عينيكِ في مرآتِهِ

فجمعتُ طيفَ الوحيِ في غاري

ولهفةَ مُهجتي

بملامِحي بانَتْ

فطمأنَني النشيدُ بها

سأَلقاها تفكُّ ضفيرةً للماءِ في صدري

نصلي عاشقينِ

ونحتسي كأسينِ من فرحٍ

فما أَشهى نبيذ الحبِّ سيدتي

وما أَحلى العناقْ

 

قدرٌ مع امرأةٍ ألاحقُها لأثقبَ غربتي

ما لونُ عينيها؟

وهل نضجتْ كرومُ التوتِ في شفتينِ من شفقٍ..

وأزهرَ لوزُها؟

ستفيضُ بي نهرًا وحقلًا؟

أم ستحضنني كأني ما مشيت بلا ضياعٍ

في السَّرابْ؟

 

قدرٌ مع امرأةٍ تنادي مهجتي

وأحبها ملئي

سنمشي واثقين بحبنا

 

هوسي يصيرُ بها موائدَ عاشقٍ

أقتاتُ من حبي ومن ميعادِنا

وأشمُّ من كفَّيكِ أشذاءَ الحياةْ

سيضيقُ وقتُ فراقِنا

ويمدُّ أجنحةَ الكناري شوقُنا

ونقومُ كالصفصافِ مختالًا على ربواتِنا

من غيمةٍ بيضاءَ أقطفُ خاتمًا وقلادةً

ليطيرَ قلبي فيكِ عن شبقٍ

ومن أرقي أقومُ الى انتباهةِ وردةٍ سكنت كتابي

بين أثوابِ القصيدةِ قمتُ أرسمُ قلبَها

ورسمتُ حرفي عندها

هوسي يصيرُ بها موائد َعاشقٍ من لهفةٍ

أَطوي على وجهِ انتباهَةِ وردتي البيضاءِ

أشواقَ المغني

والقصيدةَ

والكتابْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى