رسالة اللا سلام إلى بوشلاكة عبد السلام

صهيب المزريقي | كاتب تونسي

يقول المثل العربي رمتني بدائها و إنسلت إتهم رفيق بوشلاكة رئيس الجهورية الأستاذ قيس سعيد بأنه لا يؤمن بالأحزاب و الانتخابات و الديمقراطية مدعيا في ذلك أنه مستلهمها من العقيدة البعثية
ومن هنا أحب أن أذكره أن حزب البعث العربي الإشتراكي حزب قومي علماني يؤمن بالمدنية و سلمية التداول على السلطة معتبرا في ذلك أن السيادة للشعب هو من يهبه إياها و ليس وصيا على إختيارات الشعب و لا يدعي أنه يحكم بإسم الدين و لم يستقبل قادته بطلع البدر علينا لترسيخ منطق الحكم وريث النبوة و الحاكم ولي الأمر الدائم الذي يسمع و يطاع له على غرار عمر البشير في السودان و راشد الغنوشي أمين الجماعه و ملهما الروحي و ظل الله فيها
أيضا لابد من التنويه أن من جوع شعبه و أرهن بلده هو نفسه الذي لا يؤمن بالوطن كونه حفنه من تراب و أن علمه كفن و هو نفسه الذي لا يؤمن بالأحزاب و الديمقراطية كونها ضرب من الهرطقة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، هل نسيتم مسألة الحاكمية ؟ التي كفر بهذا منظريكم المجتمعات و الشعوب و الدول , هل نسيتم مبدأ إن الحكم الا لله و لظل الإله في الأرض طبعا وفق القواعد الستة و الثلاثين لحسن البنا ، هل نسيتم ” لقد إستدار الزمان كهيئته الأولى فلا يوجد مجتمع مسلم ولا دولة مسلمة قاعدة التعامل فيها الإسلام . أظن أنكم نسيت الماء فرق و نسيت و أحداث باب سويقة التي كانت نتاج عقائدكم الفاسدة .
وهنا لابد أن أذكر أن الذي لا يؤمن بالديمقراطية هو الذي يكون جناحه السلفيين و يجتمع بهم و يجعلهم أمنه و جيشه عوض المؤسسات الوطنية و يهاجم بهم المثقفين و النقابيين و مقرات التلفزيون و السفارات و غيرها
الذي لا يؤمن بالدولة و المدنية هو نفسه الذي قال أن الإرهابيين يذكرونه بشبابه و أن تدربهم على رفع السلاح في وجه الدولة و مثقفيها و نخبتها هو مجرد تمارين رياضية للتخلص من الكوليستيرول
أيضا الذي لا يؤمن بالدولة هو نفسه من تعامل معها بمنطق الغنيمة مع الهبة الصينية للدولة التونسية و المليار المنهوب
أعلم أن التلون سمتكم و صفتكم الخالدة هل نسيتم من دعم قيس سعيد ؟ من أرهق قواعده بالحملات الإنتخابية ؟ من أنزل البيانات الداعمة؟ و من أفتى بدعمه يوم كان قيس سعيد في صورة الملاك المنزه و كان حليفكم ذلك الصهيوني الفاسد عدو الثورة و بقيايا بن علي ؟
يومها كان حزب البعث يدعو قواعده و أنصاره و عموم الشعب للمقاطعة و هذا مرة أخرى يثبت تلون حركة النهضة و تقيتها الدينية و السياسية و يؤكد أنه لا صاحب لها و أنها حركة براغماتية فضلا عن كونها في الأصل حركة دينية إتخذت السياسة مطية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى