لمْ يُمهلني كي أراكْ

محمد بلمو  | شاعر وإعلامي وناقد – المغرب

( إلى روح أبي )

لمْ يُمهِلْني
كيْ أراك
مثل كل الطغاةِ
لم يمهلني
كي أهدي أصابعكَ المتربة
كَمانَك المسلوبَ
كيْ أجوبَ
لآخرِ مرةٍ
حقولَ حكمتكَ البعيدهْ

مثلَ كلِّ الطُّغاةِ
مثلَ كلِّ العُتاةِ
مثلَ كلِّ الحياةِ
لمْ يُمهِلْني
وأنا الآنَ عارٍ
مِنْ ظِلالِكَ
عارٍ مِنْ عرايْ
طفلٌ تُداهِمني المحنُ
التي هزمتَ
من أينَ رحلتَ
وجُرحُك مقيمٌ في ثَنايايْ
وأنتَ
كنتَ جناحيْ صبري
كنتَ دَرسيَ المفتوحَ
كنتَ خندقي الأخيرَ
كنتَ عُمقَ الحكايهْ
والآنْ
مَنْ سَيسندُ الجدارَ الآيِلَ
مَنْ سيضيءُ للفلاحين
تَفاصيلَ الوَقتِ
يومَ الكِنايَهْ

مثل كل الطغاة
لمْ يُمهِلْني
كي أراكَ
ولا أفقَ لانتظاركَ
قُرْبَ حوضِ النَّعناعِ
وتوتُ العرصةِ كان يوما
مِلحَ صبايَ
وبني عمار عاريةٌ
من ظلالِكَ
لِمَنْ تَركتَ النَّايَ
والصُّبارَ
وشجرةَ اللوزِ
لمنْ تركتَ سَمايَ
والفأسَ المحروقَ
وتِبْنَ البَيْدَرِ
لمنْ تَركتَ خُطايَ
والزَّحشَ الأشهبَ
وسهرةَ الملحونِ
ويعسوبَ البدايَه
وأنا الآنَ عارٍ
مِن ظلالِكَ
عارٍ مِن عرايَ
لمن سأعيدُ الكمانَ
لمن تَصلحُ كلُّ الهدايا

مثل كل الطغاة
لمْ يُمهِلْني
كي أراكَ
لمْ يُمهِلْني
كي أسبقَ
إلى وَهْجِ عينيكَ
نبْضَ النِّهايَه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى