رواية الوثن للإعلامي ٱلجزائري” مصطفى بوغازي” تقاطعات بين ٱلسِّيري وٱلتّخييلي

سعيدة الرغيوي | ناقدة 

إن ٱلرواية تتمأسسُ في ٱلْغالب على تقاطعات كثيرة قد يتم ٱلْإعلانُ عنها بشكل صريحٍ، وقد تُترك لذكاء ٱلْقارئ ٱلْحاذق كي يناوشُ حيثياتها وأسئلتها وموضاعاتها/ تيماتها ..

وٱلْمبدع ٱلجزائري ” مصطفى بوغازي” سيكرعُ متنه ٱلسّردي من واقع ٱلْجزائر مع تتبيلةٍ سردية تقومُ على الاسترجاع لأحداث عايشها رفقة أسرته وأصدقائه (( شخوص هذه ٱلرواية / ٱلسّيرة ٱلذاتية)) دون أن يصرح بذلك بشكْل مباشرٍ ..إذ من خلال عملية ٱلسّرد ٱلذكي وبٱلتوكإ على ضمير ٱلْمتكلم أو بتنويع ٱلضمائر وٱلْمشاركة في الأحداث نهتدي لذلك ..
وعنوان ٱلرواية ” ٱلْوثن” في حد ذاته مستفزٌّ؛ إذ يقتلعنا من ٱلتّيهِ لكونه جاء اسما معرفة، وكأنّ بٱلرّوائي يحاول أن يلفت ٱنتباهنا وأن يقرع حاسّة ٱلشم التأويلي لدينا ..
فيعلن عن ٱنكتاب عملٍ سىردي يجعل من وعاء ٱللّغة أداته لمسخ ٱلْوثن كشخص محوري في هذا ٱلْعمل…
تسافر بنا رواية ” ٱلْوثن” للحفر في واقع ٱلْمجتمع ٱلْجزائري وهذا ما نستشفه من ٱلْمباشرة التي ٱعتمدها الكاتب ((شخصية الرئيس بوتفليقة،ٱلْحراك ..تواريخ بعينها ووقائع شاهدة على ماعايشه ٱلْجزائريون..ٱلْعهدة ٱلْخامسة…الخ)).

بلغة سردية أنيقة يحفر ٱلْكاتب في عمق ٱلْمجتمع وٱلشّعب ٱلْجزائري ٱلنّاقم على ٱلْأوضاع ٱلسّياسية وٱلْمعيشية …من قلب ٱلْمجتمع سيحاول نحت ٱلْوثن / ٱلرّئيس ٱلذي ٱنتهى أمام تصاعد غضب ٱلْجماهير ٱلشعبية ٱلتي خرجت عن بكرة أبيها إلى شوارع ٱلْجزائر لتقول بصوت واحد ” ارحل ..ارحل ..”..مما أرغمه على تقديم ٱلْاستقالة وهو مرتديا زيا غير رسمي ..
إن رواية ” ٱلْوثن” كما ألمعت في ٱلْأسطر ٱلسّابقة تتغذى على ترسبات عايشها ٱلْكاتب وأضفى عليها مِخياله ٱلتوصيفي واللغوي طابع الرّواية ٱلتّخييلية حتى لا يصطدم بمفارقات ٱلْواقع..إنها صرخة شعْبٍ صامدٍ انتصرَ لصوتهِ وأقبر
صوتَ ٱلْجَلاّد بحراكِهِ ومسيراته وشجاعته..
لم يستكنْ ..ولم يهدأْ فسقطَ ٱلْوثن / ٱلرّئيس ليعلو صوت أحرار ٱلْوطن ..ارحل ..ارحل ..لم تتأتّ من فراغٍ.
هي صرخةُ ٱلْحرية وٱلْكرامة ..

تقع ٱلرواية في 100 صفحةٍ من ٱلْحجم ٱلْمتوسّطِ ..تحضرُ فيها أصوات ..صوت ٱلسّارد/ ٱلْكاتب وصوت ” رشيد” والأب وصوت أحرار و حرائر ٱلْجزائر وأفضيةٍ تتوزّعُ بين قرية ٱلْأب وٱلْجد وأفضية كثيرة مغلقةٍ ومفتوحةٍ : ( ٱلسجن، ٱلطريق ، باتنة ،مروانة ..الخ).
ٱستدعاء للماضي وربطهِ بجسور ٱلْحاضر ٱلْقريب ( سقوط ٱلْوثن/ ٱلرئيس بوتفليقة وٱستقالته تحت ضغط أصوات أحرار و حرائر ٱلْجزائر وعودته خائبا مدحورا على كرسيه ٱلْمتحرك (( موت حقيقي بعيد ٱلْموت ٱلسّريري)).

فالرواية محطات تبتدئ بٱلْإهداء ويعرج فيها بعدئذ ٱلْكاتب لزيارة قرية ٱلْأب وٱلْجد ” عمّار” ..ٱلقرية ٱلتي تحولت إلى خراب (( ديوان ٱلْخربة))..
ٱلزيارة ٱلتي لم تخلُ من ٱستحضار لمهنة ٱلْجد ٱلذي كان نحات ٱلْقرية ..ينحت ٱلطّواحين ٱلْحجرية وٱلْمهاريس ٱلتي كانت تستعملها نساء ٱلْقرية لرحي ٱلْحبوب وٱلثّمار …
إن قبول ٱلكاتب بفكرة صديقه “منير” نحت ٱلرئيس فكرة لم يقتنع بها لرغبته في ٱلْفكرة في حد ذاتها وإنما كان ٱلْباعث ٱلْوجع ٱلذي يهيمن عليه كما بقية أبناء ٱلوطن ٱلذين طحنتهم طواحين ٱلسياسة والسلطة الديكتاتورية ٱلْمستبدة..
فجاءت ٱلرواية لتعري ٱلْبؤس وٱلْعُهْر ٱلسياسي وللكشف عن ٱلانتهازيين ٱلذين يستعبدون أبناء ٱلشّعب، في حين يعيشون هم حياة ٱلْبذخ وٱلْغنى ٱلْفاحش وهذا ماجسدته في ٱلرواية شخصية ٱلْوزير وٱبنته وٱلْعديد من ٱلْمتسلقين ٱلذين يقدمون قرابين من أبناء ٱلْوطن وملكاتهم للرئيس ٱلدّمية من أجل ٱستجداء ٱلْكرامات وٱلظفر بٱلْفتات..

تنقل رواية ” ٱلْوثن” ٱلْوجه ٱلْآخر للاسترقاق بعد ٱلْانعتاق من ٱسترقاق ٱلْأم / فرنسا.
وكما يحضر ملمح العبودية تكشف أحداث ٱلرواية عن مصير أحرار ٱلْوطن وثواره ومناضليه من خلال ما لقيه خليل على يد الارهابيين..
فكان قبول ٱلْكاتب اقتراح منير نحت الوثن كشكل من أشكال محاكمة ٱلْجُناة من جهة، ومن جهة أخرى رغبة في ٱلْمال لإنقاذ أبيه ٱلْمُصاب بٱلسّرطان وٱلذي ظل يقاوم ٱلْمرض ببسالة ورباطة جأش..

صور كثيرة تختزلها ٱلرّواية؛ إذ تعري ٱلْواقع ٱلسياسي ٱلمأزوم وٱلمريض من خلال صورة ٱلْوزير وٱبنته ٱلتي كانت تنتظر أن ينسب إليها مجسم ومنحوتة ٱلرئيس بعد موافقة بطل ٱلرواية ” أسامة” على نحته ..وهذا دُونمَا ريبٍ ينمُّ عن قمة ٱلْانتهازية وٱلتّسَلق للظّفر بٱلنّعيم وٱلْمكاسب..هو ٱلْوزير الانتهازي ٱلْميكيافيلي ورمز من رموز سلطةِ ٱلْفساد ..

أحداث ٱلرواية تعرية للواقع العربي المريض ..إذ تصور ٱستياء ٱلْعباد من نكبة ٱلْوطن ومن ناهبي ثرواته وخيراته ؛وهذا يبرز من خلال رحلة الكاتب / السّارد في الحافلة، إذْ نقل أصوات ركاب ٱلْحافلة ٱلذين أتوا على سيرة ٱلرئيس ..
” كل شيء تمت سرقته ..بساطة المدينة والأشياء والحياة ..”.
عموما رواية الوثن تعرية لنظام متهالك مستبدٍّ يحكم فيه شبحٌ ميت ..
يستحضر ٱلسّارد سيرة ٱلرجل ٱلسكير ٱلْمخمور (( كمال / دونقا))؛ ٱلذي في حقيقة ٱلْأمر ليس سوى صوت من ٱلْأصوات ٱلنائمة ٱلتي في غمرة ٱلسّكر تعالى صوتها ليفضح ٱلْعُهر ٱلْمُسْتشري ..عُهر ٱلْبرلماني ٱلذي ٱغتنى على حساب ٱلشّعب فأصبح بعيد فقر مدقع صاحب ممتلكات ونزل..

فصوت ٱلْمخمور ” دونقا أو كمال”؛ صوت ضاج يعبر عن حلم شاب بٱلْهجرة لأنها في نظره تمثل ٱلْخلاص.

كما تحضر في ٱلرواية أصوات أخرى من قبيل: صوت ٱلْمثقف وموقفه مما يجري(( ٱلْعُهدة ٱلْخامسة))ويمثله صوت ٱلْأخ ” جاسر” :

توقف،توقف
أنا لا أمثل سياسة ٱلْمشهد ٱلثقافي، ولا أرافع لتلميعه…ص 44 من ٱلرواية.
…فحوار ٱلْأخوين يكشف حقيقة ٱلْوزير وبرتوكول ٱلتشريف؛ إذ يدعو ٱلْأخ ٱلسّارد قراءة كتاب” محمد بن شيكو” الموسوم بعنوان: ” بوتفليقة بُهتانٌ جزائري”.
صور كثيرة في طيات ٱلرواية تنضاف لتكون ٱلصرخة عميقة..
ففي ٱلْحوار ٱلْجانبي مع ٱلْأم ص 51 يكشفُ ٱلْكاتب عن ٱلصّرخة ٱلكامنة وٱلْكاتمة على روحه:
(( …أمي نحنُ في بلدٍ خبزُهُ وملحهُ ٱلتّحريفُ وٱلتّزوير ، وإذا فتحنا هذا ٱلْموضوع ستدركُ ٱلشيخوخة صديقي وهو يقف منتظرا أمام ٱلْباب…/ مقتطف من ٱلصفحة51)).
إن ٱلْمبدع ” مصطفى بوغازي” ينهل من ٱلْأسطورة ليؤثث أحد أفضية الرواية؛ أسطورة باخوس / إله ٱلْخمر.
وباخوس هنا؛ ليس إلا جدار سوق ٱلْخضر ٱلذي يتحول ليلا إلى مرتع لكل حائر ومنبوذ ..ٱلفضاء ٱلْمفتوح على صوت ٱلْمطرودين من جحيم ٱلْمجتمعِ (( خمّارة ٱلْمتعبين وٱلْحيارى وٱلْمُتسكعين ٱلذي ٱنطفاءت في وجوههم مصابيح ٱلْحياة ولاذوا بملاذ ٱلْمتعبين؛ أو كما جاء على لسان ٱلْكاتب:
” …كلهم في ضِيافة باخوس إله ٱلْخمر يضربُ لهم مواعيد في ظلالهِ…”.
ٱلْفَضاء هاهنا ليس مجرد مكان وتأثيث فضائي..إنّما له زخمه؛ إذ سيحاولُ ٱلْكاتب / ٱلسّارد بمَعيّةِ ٱلْأصدقاء وعلى رأسهم ” خالد” بعثه في حُلّةٍ أنيقةٍ/ روحا أخرى وهذا مايتبدّى في ٱلصّفحة 54 من ٱلرّواية.
..إنّهم يحاولون طرد لعنة ” باخوس” بعيدا…
تحوّل باخوس إلى جدارية فنية ولوحة لشي جيفارا ( لمسة يساري/ خالد)؛ أما سماح صديقة ٱلْكاتب فلوحاتها تنديدٌ وشجبٌ للعنصرية ٱلتي مورست على ٱلنّازحين نحوَ شمالٍ عَدُّوهُ دافئا).
لكن محاولة ٱلْأصدقاء لم تمر بسلام لأن صوت ٱلظّلام كان حاضراً؛ إذ سيُقتادُ ٱلكاتب إلى مخفرِ ٱلشُّرطةِ بسبب رسمةِ ( ٱلْخمسة)/ إحالة على ٱلْعهدة ٱلْخامسة…حتى ٱلْفن لم ينجُ من سياطهم(( ص 56 إلى 59)).

وإلى جانب ٱلسّرد يحضر عنصر ٱلْوصف؛ فٱلسّارد في ٱلصفحة 59 عمد إلى ٱلْإستعانة بٱلْوصف لينقل لنا حال ٱلْمدينة ٱلْهاربةِ من زمنِها:
” ..ٱستقبلني ٱلشّارعُ لتصفَعَ خَدّي نسمات شتاء، تزيد من برودةِ ٱلْعرق ٱلّذي تصَبّبَ على جسدِي…كنتُ شارد ٱلذِّهن وبدتْ لي ٱلْمدينة كمتاهةٍ تعلُو ببناياتها لتلتقي بسماءٍ قاتمةٍ، أزقة تثْقِلها خطوات أنهكتها ٱلْمواجع، وَوُجُوهُ أهلها تَعْكسُ ملامح فاترةٍ شاحِبة، عُيونٌ مفتوحة على ٱلْخواء يتمّلكها سؤال ٱلْآتي وتخيفها بواعث ٱلْمجهول،ص59.

وإلى جانب ٱلْأفضية تحضر تواريخ بعينها في ص 59.
22 فيفري 2019/ تاريخ له دلالة؛ لم يوظفه ٱلروائي عبثا؛ فهو يتقاطعُ مع ٱلْواقع/ ٱلصفحة 88.

إن رواية “ٱلْوثن”، تنقل أحداث ٱلْاحتجاج على ٱلْعهدة ٱلْخامسة للرئيس ٱلْمخلوع” بوتفليقة”..
وعشق ٱلْأرض في ٱلرّواية ٱمتزج بصرخَةِ ٱلْمواجع ..ص 52 / ” أسطورة حيزية” أو ملحمة ٱلْحب ٱلْخالد.

في ص 63 من ٱلرّواية يصور ٱلكاتب ٱللّقاء بين رشيد وٱلسّارد؛ حيث تحضر تفاصيل يسترجعها ” رشيد ” تتعلق بحيثيات ٱعتقاله بسبب تدوينة على صفحة ” ٱلْأوراس”، تخص برلماني …( ص.71.72.73)..كما تحضر حادثة غلق ٱلبرلمان في ٱلصفحة 77.
رشيد ٱلذي يستعيد ليالي ٱلْحجز قبل ٱلْمحاكمة (( ٱلتُّهمة مدوّن))وظروف ٱلْاعتقال ٱلْاحتياطي وٱلطّريق إلى ٱلسّجن في ” مروانة”ص 81.

لقد كانت هاته ٱلْاستدعاءات حول ٱلسجن سببا رئيسا؛ إذ ستلهم ” أسامة” ليزحزحَ ٱلصّخرة ٱلْمكعبة ص 81..وتتضح فكرة نحت الرئيس شيئا فشيئا.

ستستوي فكرة ٱلصّخرة زنزانة وقضبان وأقفال وهذا مايُسْتشَفُّ من ٱلصّفحة 82 ..كل هاته ٱلْخيوط وٱلتّفاصيل جاءت على خلفية ٱلْجلسة في بيتِ ٱلْجد بٱلْقرية مع ابن ٱلْخالة ” رشيد”..هي جلسة لم تخل من ٱسترجاع بطعم ٱلْمرارة (مرارة ٱلسّجن كما هو واضح في ٱلصفحة 83)..إلى جانب أصوات ومونولوغات داخلية تعتصر دواخل رشيد ليتعمق ٱلْجُرح ٱلنّازف وتزكية مريض متشبت بكرسي متحرك من قبل ٱلْموالين ..ٱلذي سينتهي ليترفع صوت ٱلْأحرار ..

عموما؛ إن رواية “ٱلْوثن”، تكشف عن مفارقة ٱلْكرسي / ٱلصّنم (( ٱلْمعبود)).
وفي نهاية الرواية نقف عند ٱلْاسترجاعات ٱلْمَاضوية ٱلتي تُعرّي قبح ٱلْحاضر ((ص 89))…
وٱستحضار صوت ٱلصّمود وٱلْارتباط بٱلْأرض من خلال صوت ٱلْأب ” عبد الحميد” في ٱلصفحة 90.

في ٱلصفحات ٱلْأخيرة من عمر ٱلرّواية تظهر ٱنفلاتات وتموّجات على إثر ظهور ٱلصّديق “منير”من جديد وقد ٱنتصر للعُهْدَةِ ٱلْخامسة من خلالِ صفحته في ٱلْمارد ٱلْأزرق؛ وهذا ماتُبينه ٱلصفحة 91..وهذا أمرٌ لم يفاجئ ٱلسّارد؛ لأنه يعرف أن صديقه من طينة ٱلْعاهرات ٱللّواتي يعرضْنَ أجسادهن في ٱلزّوايا ٱلْمُظلِمةِ ” ص92″ من ٱلرواية.
ناهيك عن ذلك ٱلرّواية ٱعترافٌ بأن ٱلْبلد تتنازعه زُمرة من ٱلْفاسدين ومن ٱلْقراصنة ٱلْمثقفين وبقايا أذناب ٱلْكولونيالية ٱلْفرنسية ، ص 92.
لتكون نهاية ٱلرّواية منفتحة على ٱلْانفراج وٱلْانتصار على ٱلْوثن وقيام ٱلثورة وٱلْحراك ، وليكون ٱلْفن مؤثثا شرعيا في مسيرة سلمية حضارية كما جاء على لسان ٱلسّارد في ٱلصّفحةِ 93.
“…ثورة سلمية تزدهي بسلوكٍ حضاري رفيع …وأضحى ٱلشّارعةساحَةً للفَنِّ ٱلتَّشكيلي وعروض مسرح في فضاء مفتوح”.
إنّها نهاية مُشْرعة على ٱلْأمل وٱلتَّجْديد ..نهاية رحلة ٱلْمنحوتة (( ٱلوثن / ٱلرئيس)) وٱلْالتفاف حول صوت واحد (( صوت ٱلشّعْب))” ارحل” ص 94 وٱنسحاب ٱلْوثن في ٱلصفحة 98/ 99 من ٱلرّواية.
ولأنامل ٱلْأمل أن تنحت في قلب ٱلصّخر حيوات أُخر بعدما ٱنتهى ٱلْوثن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى