سوالف حريم.. محطات البعوض

حلوة زحايكة | القدس – فلسطين

ونظرا لما عانيته من بعوضة أقعدتني الفراش، وأدمت جسدي، فقد أعطيت للبعوض اهتماما خاصا، وبدأت البحث عن خصائصه، على قاعدة” اذا أردت أن تنتصر على عدوكّ، فعليك أن تعرف كلّ شيء عنه قدر استطاعتك، وقد لفت انتباهي أنّ البعوض كما الدّمامل لا يختار إلّا أضيق المناطق في جسم الانسان ليحط عليها الرّحال، ويغرس خرطومة الصغير ويبدأ بمصّ الدّماء، بعد أن يفرز مادّة مخدّرة كي لا تشعر الفريسة به، وأنّ طنين البعوض الذي نسمعه له سبب علمي، وهو أنّ البعوض يتنفس ثاني أكسيد الكربون الذي يخرجه الانسان في الزّفير، وبالتالي فهو يقترب من أذن الإنسان، وقد يلدغه في أرنبة أنفه، أو في جفن عينه، ليترك وَرَما ظاهرا، أو يحط رحاله على العنق فيمتص من الدّماء حتى ينتفخ وينفجر وتكون نهايته، وهذه واحدة من عادات البعوض.
ونظرا لعبث الإنسان في البيئة وكثرة استعمالات المبيدات الحشرية، فقد تطوّر نوع من البعوض صغير الحجم والجناحين، ولا يكاد يُرى بالعين المجرة، ولا يُسمع طنينه بالأذن، ويتجول كما يشاء دون خوف من الرّدع. ويواصل بحثه ليختار مكانا يليق به ليحط عليه. وبالتالي يجب أن يحترز الانسان من هذا البعوض، خصوصا اذا كانت لديه حساسية كما حصل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى