وجود بلا تأريخ

عيال الظالمي / العراق

 

حينما سحبتُ أقدامي من قريتي
تُرك الكثير منّي لأعودَه
ليلاً
وحزناً
وقلقاً
وأنسا
أعودُ: العصافير اليتامى على شجرة الروح
تراب الدروب / نعم .. التراب
جدّا وأباه
جدّةً وأمهاتها
أعودُ بواري القصب في مضيف عمّي
حيثُ عراك العصافير مساءً
لأنني قصبة صابرة وسيسكتهم الظلام
أعودُ فرحي بانتصار غطسةٍ طويلةٍ في (أم كفيشة)
قدمي التي تضحكُ من حرارة الرّمل
عناقيدَ خلايا النحل الاصفر في الليف القديم
أعودُ باب حوشنا بمزلاجته القماشية العتيدة
دائما يفشي تسربي الثعلبي بقرقعته
فقاسمتُ الكلابَ ثقوبها بحوش السعف
كثيراً ما يفسحون لي الدخول فرحين
أعودُ العُصيّ /
أتركها كلّما اشرأبتْ إذانُ كلابي خوفا
لا حاجةٌ بها ما دمت بلا قطيع
حينما سُحِبتُ من ربطة عنق تأريخي
أتت الربطةُ خالية منّي
…………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى