أنا الولد الذي قتله أصدقاؤه

خالد جمعة

رفعتُ يدي، كي أحمي وجوههم من الشمس، فقطعوا يدي لأن الظلّ يؤلمهم كما ادّعوا، قلتُ سأقفلُ باب الغابةِ كي لا تخرج الوحوش على أطفالهم وهم يلعبون، قالوا: يمنعنا من خضرة الطبيعة وصوت النهر، ولم يكن في علمي أن هناك نهراً يمرّ من هناك.
أنا الولد الذي قتله أصدقاؤه، أفكّر فيما أنا ممدد في ثلاجة المستشفى عن آخر ما اقترفته يداي، ولا أجد غير حيرة الجهات، ولعنات تلعب مع الريح، وأشياء تأتي وتذهب مثل ذبابة، وكان الهواء قد غادر مع آخر طعنةٍ ولم يقل إن كان سيعود أم سيبقى خارج رئتيّ، أعرفُ الآن أن الغضب كان يمسمرُ الهواء في الهواء.
أنا الولدُ الذي قتله أصدقاؤه، وخجلوا أن يذكروا اسمي في يومياتهم، ولم يعرفوني جيداً كما عرفتهم، لم يحملوا ضمائرهم معهم كما قال إبراهيم نصر الله في “دبابة تحت شجرة عيد الميلاد”، ولو كانت تلك الدبابة قد أطلقت قذيفة بين عيني، لما كنت أبكي الآن من جرّبتُ انتشالهم، وقتلوني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى