سوالف حريم.. وجوه التماسيح

بقلم: حلوة زحايكة | القدس

يعود بعض الرجال من عمله الى بيته وتكشيرته “تقطع الخميرة من العجين” بعضهم يطرح السلام على أسرته، وبعضهم يكتفي بالتكشيرة، ويجلس في مكان ما، ويريد أن تكون الزوجة والأبناء في خدمته، الزوجة تقدّم الطعام، وتحمل حذاءه لتضعه في مكانه، والبنت تحضر الشاي، والولد يحمل إبريق الماء. والأطفال ينزوون في زاوية المنزل، لا يجرؤون على رفع أصواتهم، وكأنهم تحت منع تجوّل فرضه احتلال غاشم. والرجل قاعد مثل عنترة زمانه، ونفيخة مثل نافورة الماء التي تخرج من ظهر الحوت الأزرق في المحيطات. وكأنه نسي أنه قبل قليل كان في خدمة آخرين، ويتلقى الأوامر وينفذها دون أن ينبس ببنت شفة.

وهناك رجال أكرمهم الله بالرجولة وبحسن الخلق، فيعودون هادئين بشوشين والبسمة لا تفارق وجوههم، فتستقبلهم زوجات “بوز” الواحدة منهن مثل “بوز” التمساح الذي يعيش في مياه قذرة ضحلة، والواحدة منهن غير مستعدة أن تحضر الطعام لزوجها الذي يمضي يومه في العمل ليعيل أسرته، وتتظاهر بالتعب أو المرض، علما أنها تمضي يومها تتابع الأفلام على التلفزيون، أو في الغيبة والنميمة مع جاراتها. ولو أن الله رزقها بزوج من شاكلتها لتطلقا في الشهر الأول من الزواج. فسبحان خالق الخلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى