كيف أحببت نفسي؟ تجربة واقعية

داليا الحديدي | كاتبة مصرية


لم يكن مرض الشره أو عرض السمنة وتداعيتهما اشد ما واجهته من صعاب في حياتي. بل كان هناك الأصعب والأقصي والأشرس .
لكن ظلت السمنة أكثر مشكلة استمرت معي وأكبر إنجاز حققته. كوني انتصرت على نفسي.. أشكر الله الذي أحياني بعد ما أماتني والذي “يحي العظام و هي رميم”
I share my story because I hope you can benefit from this harsh, drastic experience
لطالما كنت أسمع نصيحة “حبي نفسك” و لم أكن أعلم “تكنيك”حب النفس أو الـ know how فكنت إلي عهد مضى شخصية يطلقون عليها
People pleaser
وكان هذا أكبر ما يعيق أي تطور حقيقي لنفسي أو لعلاج سمنتي- بعد 14 يوم من ولادتي، بدأت أول مشكلة واجهتني في حياتي و استمرت معي لعقود.
فلأني نشأت في بيت العائلة الممتدة، حيث الجد والأبناء والخلان، فقد قررت والدتي -بناء على تأثير من بعض من خالاتي- قطع الرضاعة الطبيعية واستبدالها بحليب صناعي مع وضع 6 ملاعق سكر في كل بيبيرونة حليب كي يصبح شكلي كأطفال الإعلانات.
لليوم يرن في أذني حرف الخاء.. خ خ خ خ، الذي طالما صدر من صوت ضحكة خالتي وهي تروي كيف كانت تستغفل والدتي لدس ملاعق السكر الست في البيبيرونة.. وكأن مآساتي التي دفعت عمري و صحتي ثمنًا لها، ترفة التفاكه بل وعلي أن اشاركها الضحك على الآمي.
-لا تتركوا صغاركم مع الأهل، الجدات، الجيران أو الأقارب… استمر الحقن بـ6 ملاعق سكر لمدة سنتين.. بعدها تكلل الأمر بعادات غذائية خاطئة ككثير من بيوت المصريين… كلي الموزة دي قبل ما تسود يا دوللينا.. كلي الجاتوهايا دي بدل ما تترمي حرام يا دودي… خلصي طبقك حبيبتي، الإناء يستغفر للاعقه .. على فكرة، سيستغفر أكثر لو منحتم باقي الطعام للفقراء.
هذا التعاطي الخاطئ مع السكر من عمر الرضاعة ادي لإصابتي بمقاومة الأنسولين.. و هو مرض يصيبك بمجموعة أعراض منها ضغف البصر والإكزيما، الصدفية وأمراض جلدية أخرى عدا كبر محيط الخصر وتكيس المبايض الذي يعيق الحمل مع خلل في وظائف الأعضاء مع شره وإدمان للطعام المُحَلّى لا ينتهي إلا بجرعات مهولة من السكر، وضعف التركيز الذي يؤدي لتشتت الإنتباه ومن ثم لصعوبات في التحصيل الدراسي.
وكنت حتى وقت قريب أعتقد أني كنت أفشل في الوصول لنقطة الشبع .. بينما في حقيقة الأمر، فإن إدماني لتأثير كمية السكر التي حقنت بها كرضيعة كانت تصيب المخ بإحساس النشوة المماثل لنشوة المخدرات. فكنت في اللاوعي اسعى للحصول على جرعة السكر للتحصل على النشوة المخدرة وأنا احسب أني جائعة .
بدليل أن امثالي لو تناولوا أطنان من الخس أو الخيار أو الفاكهة فلن يشبعوا أو يصلوا لمرحلة الراحة سوى بعد الحصول على جرعة السكر .
وصل وزني 100 كيلو في عمر ال 16 تقريبًا واستمريت في” اليويو ” و ال”ابس ان داونز ” أي صعوداً و هبوطًا حتى تجاوز وزني بعد انجابي لطفلتي الثالثة 125كج.
لقد رأيت أن أشارككم قصتي لعلمي أن الالآف منكم يعانون من نفس المشكلة و هم يعتقدون انهم لا يصلون لمرحلة الشبع، في حين أنهم مدمنون لنشوة السكر دون وعي بسبب مقاومة الانسولين وبسبب اعتيادهم على جرعات عالية من مخدرات السكريات
The influence of that much sugar on a baby’s brain would be a euphoric drug-like experience… It ‘s -much like a potential addiction level of how some “one-hit-wonder” drugs affect the brain of young and full grown adults. I thought I wanted to reach satiety, because the subconscious brain would always be striving to reach that feeling even if my conscious brain was masking the feeling as if you are striving for satiey
كنت أبذل جهد مضني لإسعاد الآخرين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كنت أقوم بتوصيل زوجي لعمله نهاراً، ثم أعود لتوصيل أبنائنا للمدرسة. ثم أشتري الطلبات لأعود للمنزل فأطبخ، ثم أخرج ثانية -ظهراً- لإحضار أبنائنا من المدرسة وأعود فاطعمهم، ثم أخرج ثالثة -عصرًا- لإحضار زوجي من عمله، فأجده غاضب لأني تأخرت على موعد خروجه مع اتهامات بالتقصير في البيت:”ما طبعًا.. ما أنت صاحية طوال النهار”.
لم يكن زوجي اتكاليًا، لكنه لم يكن يجيد فن قيادة السيارات رغم اجادته لعشرات المهارات الأخرى – بدون مبالغة كالهندسة، السباكة، النجارة وتصليح المكيفات والأحذية وحتى ميكانيكا السيارات كما كان هو من علمني استخدام الحاسب وتطبيقاته والإحصاء.
لم تكن مشكلتي الإرهاق من خدمة أسرتي بل على العكس كنت أسعد بـ “كربسة” الأسرة في السيارة حيث نجتمع على سماع فيروزيات الصباح.. لكن ارهاقي كان مناطه التوبيخ، النقد الدائم واشعاري بالتقصير المستمر مع عدم الرضى عن ادائي.
توقفت عن توصيل زوجي.. علمته قيادة السيارات وتوقفت عن توصيل أبنائنا واستغليت هذا الوقت الذي كنت امضيه في الشارع في درجات حرارة تتخطى الخمسين في تحسين صحتي ونفسيتي وتعليمي.
-فمذ أكثر من عشر سنوات و حين تأكدت أني مهما بذلت فلن يرضى أحد عني، غيرت بوصلتي ساعة شعرت بتقصيري في حق نفسي سيما لتدهور صحتي ومظهري، فشرعت اتعلم كيف احب نفسي وأسعد ذاتي. وكرست طاقاتي لتطوير نفسي..مع استمراري في مساعدة الآخرين بحدود.
-اقوم بمهامي في البيت أو في عملي ككاتبة أو مع محيطي، لكن قبيل شعوري ببوادر تعب، اوقف العمل كليًا.
أذكر أني وجدت يومًا جوربًأ واقعًا على الأرض من المنشر الداخلي، إنحنيت، التقطه من الأرض، لكن سمعت نفسي تهاتفني: ألست مرهقة؟ لما الإنحناء؟ كيف تضعين نفسك لتقيمين جوربًا؟ ألقيته ثانية على الأرض.رميته رمي الجمرات في الحج.. ساعتئذ، شعرت بسلام داخلي وأحسست برضى ذاتي عني وقبّلت نفسي في المرآه.
في اليوم الثاني، لم ألتقط الجورب، تركته لزوجي أو لأبنائنا يلتقطونه…تخصيصي وقت لراحتي بات دليلًا على حبي لنفسي.
– بالطبع جربت الكثير من طرق إنقاص الوزن من نظم وأدوية ورياضة وحتى جراحات والتي ساعدني فيها زوجي ماديًا ولكم أشكر له ذلك عرفانًا بإنفاقه الذي أقدره كل التقدير.
لكن للأسف، إنقاص الوزن لا يتم برياضة أو أدوية او بجراحة فحسب. فالأطباء لا يخبرون المريض أن الجراحات ستساعدهم أول سنة ونصف فقط ثم سيعتاد الجسم كمية الطعام وسيستعيد المريض وزنه لو لم يمارس الرياضة مع اتباع نظام غذائي سليم.
لذا، لابد من التركيز مع النفس وإعطاء الأولوية لشخصك من حيث الوقت و التقدير.
لابد من الإصرار على الوقوف بعد الوقوع. لا بد من الإستمرار على الإصلاح بعد يوم التبويظ. لابد من مقاومة رفض التحطيم.
لقد نجحت أكثر من مرة في إنقاص وزني ثم استعدت الوزن مرة أخري. وكثيرًا ماسمعت رجيمات وما فلحتيش، عمليات وما نجحتيش، أدوية وما اتوفقتيش، فلوس وانفقت دون نتيجة
لكن صدقًا لم أفقد إيماني بالأمل يومًا وبقدرتي -بعون الله- على تعديل و تحسين سلوكي الغذائي.
لقد رفضت الإستماع لأي كلام سلبي عن شخصيتي أو قدراتي أو أدائي حتى لو جائني الصوت من نفسي .. أصم أذن روحي عنه.. وأعيد توجيه رسائل إيجابية عن حالي لدعم شخصي.. كما أقف بين يدي الله في غرفتي وأتضرع لا كمن تدعي، بل كمن تستغيث طلبًا للنجاة حتى اسمع صدى صوتي يهز جدران مخدعي.
و إن بكيت فيكون ذلك من أثر جرح نزف، لكن النزيف لا يعني الموت أو التعاسة بل يعني إخراج الطاقة السلبية على هيئة دموع تبصقها الروح من الجسد.
كل يوم يمنحه الله لي مرادف لأن باكر فرص (لا مجرد فرصة) بكرة جديد لمحاولات أخرى يا داليا. لقد فشلت أكثر من الآف المرات بدون مبالغة.
متوفر لي يوميًا حلويات بجانب الكومود ..شوكولا من النوعية التي أفضلها. ففهمت أن الحياة ورقة امتحان وأن الله لا يختبر فقط قدرتك على ممارسة الرياضة واتباع النظام الغذائي.
ولكن قد يختبر السؤال قدرتك واصرارك على رفض الممنوع أم قبولك للمتوفر وإستسلامك للفشل أو مقاومتك للإغراءات التي تأتيك على صورة دعوات او “برانش”… فالله لا يختبر فقط قدرتك على مقاومة السمنة لكن السؤال يحوي “تريكة”
تحت ظروف قاسية من عدم وعي الأهل أو إهمالهم أوضغوط أسرية شديدة القسوة أو غربة أو خذلان قريب أو ضعف امكانبات مادية وخلافه، هل ستستسلم وتؤمن بمن يلصق بك صفة الفشل والضعف؟ هل ستنفجر أم ستحاول وتستمر وتصر وتبَدّي صحتك وتفهم محاولات التلاعب والاستغلال.
– إن الله يختبر قدراتك فيما إن كنت تنجح فقط إن وجدت الدعم و التشجيع و التحفيز
أم تجتهد وتحاول النجاح رغم عدم وجود دعم وتشجيع و تحفيز أم بطل ينجح رغم وجود تحقير وتسفيه وتقليل وتحطيم؟
حين فهمت السؤال وبات واضحًا .. لم اعد اتوقع مساندة بل لم يعد يعنيني التحقير أو التسفيه.
سألت نفسي: هل سمعت يوما طالبًا يمتحن، فقام المدرسون والطلاب بتشجيعه أثناء الإمتحان بالهتاف له؟
:اجب، اجب، اجب .. برافو برافو برافو ؟
هل وجدت يوما لاعب كرة رفض اللعب في مباراة لأنها اجريت دون جمهور مشجع.
أساسًا، فإن تواجد الجمهور يكون لأسباب ربحية أدت لاستفادة اللاعبين من التشجيع، عدا أن من يملك التشجيع قادر على رميك بالبيض و بهتافات الشتائم.
الحياة ورقة امتحان والمواد صعبة للغاية .. وهناك أسئلة إجبارية عويصة وأسئلة أصعب للنخبة من الطلاب، ولتتمكن من الإجابة الصائبة، لابد أولاً من فهم السؤال على نحو صحيح ودقيق. و هناك فرق بين من يرسب، وآخر يعدي من الإمتحان بمقبول، ومن ينجح بجيد، ومن يتفوق بجيد جدًا، ومن يقتنص الإمتياز مع مرتبة الشرف.

لقد مارست ركوب الدراجات في الخليج في محيط لا يرحب بركوب سيدة دراجة و حتى زوجي لا يشجع بل ينتقد و يتذمر على طول الخط.
اصبت بحادث حين صدمتني سيارة رباعية الدفع أثناء التريض بدراجتي فاقعدتني ستة اشهر عن الرياضة.. ثم عدت بفضل الله لركوب الدراجة.
فصوت نفسي الداعم لنفسي كان يعلو على صوت صراخ زوجي وانتقادات المجتمع اللاذعة.
•أي انتقادات من أي شخص أو أي تحقير أو توبيخ أوسخرية أو اتهامات زائفة أو أي سلبية اعتبرها عرقول من عراقيل الحياة لتدريبي على تخطيه، تمامًا كما يضع المدرب حواجز عالية لتمرين العداء على القفز والسرعة.
لا اسمع “الهامرز ” أو المطرقة التي تنصب فوق رأسي، بل انصت لصوت الهدف: استمري مهما وقعت .. قومي.
• أمس، أتممت رقم كبير من عمري وكنت اتوق للوصول الي رقم أقل في الوزن. ربما سأنجح في الغد .. ويقينا سأحاول.
اصعب ما واجهني من تأثير مقاومة الأنسولين هو ضعف التركيز و هو عائق كبير يشتت المرء في الدراسة و القراءة، إن اخذنا في الإعتبار عملي ككاتبة و باحثة في علم النفس.
لكن بالنسبة لصديقاتي، المس أن اصعب ما يواجههن هو أنهن يحسبن حساب لكلام الناس ولغضب الناس أو للإنتقادات الناس فلسان حالهن يتضرع: ” أرجوك ..ارضى عني يا مجتمع، “كم أتمنى أن ألقى قبولكم ؟”.
يشعرن بضيق واحباط حين لا يجدن تشجيع، و ينهرن من اللإنتقادات او الاتهامات و الإفك وتلك مشاعر طفولية كانت تزورني في الماضي.
حين يريد الله “اسطرة” إنسان أي جعله أسطورة، يزيح الستار عن كم المعاناة التي كابدها، لا كم التصفيق والتشجيع والدعم الذي حصل عليه. فالبطل ينجح رغم وجود الصعوبات والمآسي. ولا قيمة لنجاحه بلا صعوبات أو بدون مآسي.
وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21).
تخصيص وقت اجالس فيه ذاتي، اقرأ، ادرس، افكر، اتنفس بعمق، أشاهد برنامج، أو استمع لسيمفونية لشتراوس، شاميناد أو فيفالدي.. أو اطالع وسائل التواصل، أتصل بصديقة، أمارس رياضة ، الوقت الخاص بنفسي يسمونه “مي تايم”، وهو برهان أمام نفسي أني أقدرها وأريحها.
-قيامي بغلق هاتفي أو ازالة “الواتس” احيانا تنهض دليلا لكوني اتمكن من ازاحة القيود الاجتماعية الضاغطة التي تستهدف اشعارك بتأنيب الضمير لكونك لم ترد على تعليق.
… .Setting Boundries-ساتينج باوندريز
أهم برهان يثبت لنفسي أني احببتها هو قيامي بإقصاء من يؤذيني أو أي شخص من مصاصي الطاقة أو المتلاعب، المتملص بأعذار واهية، المتباله، من إن حدثته، رص لك قوائم خسائره. أو من شاهدته يضر آخرين.
بإختصار اعتزل ما يؤذيني. وهذا له دور في انقاص الوزن لأنك إن نجحت في تقليل عدد الضاغطين من حولك -على قدر المستطاع- فلن تتناول الطعام بشكل عاطفي.
اهرب من الضاغطين كأنك رأيت صرصار.
تجنبت الشخصيات التي لا ترحم بل “تجامل بي” حتى لو كانوا من الأرحام، كمن اشكو له مظلمة وقعت علي، ثم اجده يجامل بي أو يقلل من جهدي أو يقول لي:” عادي. كل النساء عليها أن تضحي ..أمي وأختي و ستي بذلن اكثر و ضحين أشد”.. صدقًا استفدت حين اقصيت عني تلك النوعية التي لمست انها على استعداد لان تظلم قريبها لكي يقال عنها هي منصفة، تجنبت كل من يجامل بمجهودي، ويبقشش للآخرين من جيب تضحياتي، أو يزايد على عطائي.
• الضغوط تأكل، تنهش بل تحرق طاقاتك بلا جدوي في محاولة شرح أنك مظلوم و أن هناك من ينجح في وصمك، لإفتقادك القدرة على استخدام لغة جسدك أو صوتك بأداء مسرحي في” الكريشيندو و الديميندو”
“حرام
ح ر ا م
حراااااااااااااام
مع شهيق شحتفة ثم .. ما كانش العشم ” أو من يجيدون الأداء التمثيلي في مشهد عالي الجناب لإعطاء الانطباع انك ندل..
اياك وحذاري من الإنصياع لوضعية الدفاع عن النفس أو التبرير.
-اهرب ممن يجيدون استخدام نظراتهم، نبراتهم أو لغة جسدهم بالإيماءات و الإيعازات النفسية ليتمكنوا بالظهور بمظهر الغلابة والمنكسرين ليستغلونك
لو محيطك ضاغط، قلل هذا المحيط، ففرضًا لو شريكك ضاغط، حماك أو حمات، أخو زوجتك أو أخت زوجك أو مديرك في العمل أو الزملاء وجيرانك يتصارعون من أجل المرفأ “الباركينج”،
هنا عليك بتقليل الزيارات قدر استطاعتك مع الشخصيات المؤذية. فتحمل بقاء شريكك بالمنزل 4 ساعات يقظ… لكن فلتقسم بالله أن باقى ال20 ساعة ستكون محض سعادة… مديرك والزملاء، على قد الشغل فحسب.. الجيران، بناقص الباركينج..
الحماة لو مؤذية أولو أهلك أنفسهم مرهقين، استغلاليين أوسيخذلونك فتواصل بالمناسبات واختصر.. واطلب من ربنا الغربة.
-لا تتخيلوا فرحة قلبي الذي يقفز سعيدًا وأنا اضغط على زر “البلوك” مع الشخصيات المؤذية. لكني لا اتمنى لهم سوى أن “يسعدهم ويبعدهم”.
-ما اقوم به يطلقون عليه سياسة “إرساء المسافات” فقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل. لأنك لو وضعت أجود أنواع اللحوم في محيط ملوث، ستفسد، فاصلح نفسك بالبعد عن المحيطات الفاسدة.
– بالمقابل، احيط نفسي بأشخاص استريح معهم، مهما كان عددهم قليل، حتى لو جالست نفسي أو جلست مع كتاب. أو مع أبنائي الغوالي فأنا وهم أكثر من ترفق بي من البشر.
لو اتصلت بزميلة طفولة طيبة أو لنا معًا ذكريات مشتركة، اشعر أني هاديت نفسي وإياها بوقت حلو وقبسة سعادة.
لو خرجت مع أبنائي لتناول عصير وتمازحنا، اشعر أني دخلت سوق السعادة بموسم التنزيلات. لكن لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فالبعد عن الأشرار أولى من قرب الأبرار.
– طلب المساعدة
كنت اخجل من طلب المساعدة لنفسي، لكني تمرنت على الطلب من أبنائي وزوجي وبعض من محيطي. وللغرابة أسرع المساعدات تأتي من الأغراب و صغاري.
وعلى فرض، رفض شريكك المساعدة، حسبت عليه رفض.. اعتبرها ورقة معك للتفاوض لاحقًا .لكن لا تنسوا الفضل بينكم و النعومة ساحرة أحيانًا.
طلبي للمساعدة يرسل لي رسالة مفاداها إعلان استحقاقي لأن اطلب فأجاب.. امرن نفسي على عدم استخدام الفاظ سلبية لوصف شخصيتي ولو مزحًا، بل امعن في تغنيج حالي واشعر أن الكلمات هدايا مجانية تعني الكثير، فاختار اثمنها لإهداء الآخرين ونفسي بوصف جميل، مع تحري عدم خداع نفسي بالإفراط في المبالغات.
-كما لا الجأ لإستجداء المجاملة عن طريق تحقير نفسي لأسمع النفي.
– ابرهن لحالي أني احب ذاتي حين لا أسير مع القطيع لمجرد السير،
وحين لا ارفض السير مع الجمع لمجرد الرفض.
لذا ارفض القيام بعملية “الخصاء الذهني” الذي يمارسه البعض على نفسه أو يسمح للآخرين –بدون وعي – بممارسته ضده، فيؤمن الإنسان أنه مصاب بضعف عقلي زائف يمنعه من اتخاذ قرارات
Pseudo debilite
-الأولوية لنفسي
اهتم بذاتي وفقًأ لإمكانياتي، لكن غدوت اكرمني وأهاديني ولا استخسر شئ كرمالي، بل اضع احتياجاتي أولولية ..فأنا أحب نفسي في العلن جهارًا نهارًا.. و لا أعامل نفسي في اطار علاقة حب عرفي و كأني أرتكب المحرمات بإحساني إلى ذاتي.. وشتان بين أن تحب نفسك علنًا وبين أن تحبها عرفياً أو في السر كأنك ترتكب خطيئة أو إثمًا .فنفسك نفيسة فلا تحقرنها.
ولكوني ابنة طيار مقاتلات، فدائما اتذكر الوصية التي نسمعها من المضيفات، في حالة وجود أي اضطراب في الطائرة لا تقم بمساعدة أحد قبل الإنتهاء من مساعدة نفسك.
– حين الجأ لطبيب متخصص أو لمصفف الشعر ، وحين اهتم ببشرتي أو بطلاء اظافري، أو احسن من هندامي أو جوهري أو حين اقوم بجلسة تصوير أو حين ارفه عن نفسي بسفرة أو بفيلم ل” دنيرو” او عند شراء قنينة عطر “فلاور بومب”، ومن قبل لدى تخصيصي مكان ووقت مشبع للصلاة ولحديث خالص مع خالقي، صدقاً، اشعر أني بذلت جهد في حب نفسي.
– حين افكر في آية ” لا يكلف الله نفسَا إلا وسعها ” اوقن أنه استهجان من المولى لمن يرضخ للضغوط الذي يثقلها البعض على نفسه، لأن الله نفسه سبحانه لم يثقلنا بشئ يفوق احتمالنا، فما لنا نفعل بأنفسنا الأفاعيل؟! سيحاسبنا سبحانه على إجهادنا لأنفسنا.
يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون
ولكم اخشي أن تشهد علي معدتي اني ارهقتها ولم ابذل جهدًا في علاجها.
– حين اقول “لا” واعتذر بذوق لكن بحزم عن شئ لا اريد القيام به، فاقول “لا” لن استطيع، ساعتئذ، اشعر بحبي لنفسي.
وحين اتجاهل من يتجاهلني أو من يستخف بي، اشعر أني اكرمت نفسي ..
و حين انأى بنفسي فأرفض التواجد بمكان اعلم مسبقًا أني لن ألقى فيه المعاملة اللائقة بي، اشعر أن نفسي راضية لكوني حصنتها من محاولات الإنتقاص.
– حين اعدد النعم التي منحها لي ربي واعرف كيفية اجترارها واعمق احساسي بها بدءاً من اسمي الجميل، شكلي، موهبتي في الكتابة، تفكيري وحتى عقد السجاد العجمي الذي ادعس عليه، اشعر اني اعرف “تكنيك” محبتي لنفسي.
فانا لا احمد الله على أنه منحني 3 أبناء ،
بل اعلم و اقدر واستشعر و أمتنّ لكونه يمنحني اياهم كل طلعة نهار بإبقائهم أحياء .. واعلم جيدًا قيمة بخور أنفاسهم في الوجود وقيمة نوعيتهم الخيرة.
-حين اتعب والجأ لمختص لا لمجرد صديقة، اشعر أني تصرفت على نحو صائب في حق نفسي. فالمستشير بمختص، متحصن من السقط، أما المستجير بأصحاب الثقة فمتهور في الخطأ.
-عدم خيانة القناعات
حين اصرح عن شئ لا احبه فاقول “لا”، ما يناسبني.. هنالك اشعر بتقديري لذاتي، فمن قبل، كنت اتسامح في قيام زوجي باختيار طبق الطعام الذي سأتناوله، أما اليوم، فاختار المطعم والطبق.
أمس، كان يختار لي “فريم” النظارة “ليعيش الفريم” بحسب قوله. اليوم اتركه يختار “الشمبر” ويدفع ثمنه، لكن لا ارتديه، وابتاع آخر يناسبني على ذوقي –فريملس- فالمهم أن أعيش ” أنا “.
-المجاملة في حدود المعقول لأني عاطفية، كنت إن أحببت شخص وددت لو منحته الدنيا هدية.
اليوم اعبر عن حبي بمجاملات قيمتها برمزيتها، وفي حدود المعقول، ما عدا نفسي وصغاري، اجامل نفسي وأولادي فوق حدود المعقول، كما احصل منهم على رفق لا معقول.
اجامل شريكي باطلاعه على وجهتي ليطمئن عليّ، لكن وجهة أهدافي في الحياة ليست للتداول.
– قبول فكرة عدم المثالية
حين يتهمني أحدهم بارتكاب خطأ ما، اعترف به، لأرسل لنفسي رسالة مفاداها أني بشر ولست مثالية ومفترض أن ارتكب اخطأ، وأن يتم قبولي رغم غلطي لا قبولي لأني بلا خطأ.
لكني اعتذر لارتكابي الخطأ وأعوض، مع عدم الحكم على نفسي بجلد الذات.
– لا اسمح لحالي بقبول مبررات ذهنية تقاوم التطوير، كأن أقبل أن “برج السرطان” رومانسي بطبعه أو أي الاعيب فكرية تعوق السيطرة على واقعي. فاعترافي بعلم الفلك لا يعني اني لست على دراية بوجود تجارة تنجيم رائجة تحت مسمى الأبراج ،و هي تصدر أحكام تتسم بالجمود والقطعية تخلق عقبات معرفية تعرقل تطوير الإنسان بحسب ما جاء على لسان د.عدنان ابراهيم.
-لا اتناول طعامي إلا في أطباق من “النيش”
-اخصص وقت للرياضة واراقب وزني وقد أخرج عن النظم لكن في إطار من المراقبة
مارست نظام “الكيتو” تحت اشراف طبي
افادني الصيام المتقطع تحت اشراف طبي
-اطبخ الوصفات بطريقتي.. فإن عجبت أسرتي (حيا وهلا)،
It is a plus
لم تعجبهم، لا اتضايق البتة.
It is not a minus
-اصبغ شعري بلون يتوافق مع ذوقي ولا يضر بشعري، إن راق لزوجي، اكون في قمة السعادة، لكن لو لم يرق له، فأنا لا اتزحزح عن قمة السعادة و لا تصيبني ذريرة ضيق.
– اكتب مقالاتي واحرص على أن أكون أول من يضغط بالإعجاب عليها و كثيرًا ما اعيد قراءة نصوصي كونها تمنحني شحنات إيجابية عالية جدًا.
اهتم بجوهري ومظهري لكن لم أعد انتظر من الآخر
validation
سوى من المرآه و الميزان.. وكنت من قبل انتظر وانتظر وانتظر..
– اذكر اتصال راقي من صديقة شكرتني لأني كنت سبب في حصولها على وظيفة.
سعدت لأن عرفانها شئ نادر كالماس والطيبين.
لمست فيها إنسانية وانبهرت بعرفانها.
لكن، لو لم تعترف بالجميل، لما نقص ذلك من تقديري لنفسي أبدًا.
اقف أمام المرآة، اخاطب نفسي:”لقد تصرفت على نحو صائب يا داليا.. عفارم عليك”.
لقد لاحظت أني عوضت الكثير من الخذلان ومحاولات التحطيم الغير مقصودة عن طريق دعمي لحالي قولاً وفعلاً.
اشعر بسعادة و برضى داخلي لدى قيامي بجهد اطلع عليه الله، سواء لاقى قبول بشري أو تم تجاهله من العباد.
نجاح الإنسان في الوصول لأهدافه مرهون بأن يكون حرًا، فحريته ستدفعه لرفض الضغوط التي تسعى لايهامه أنه مقصر..كما فعل الفنان “محمود مرسي” في فيلم قديم مع “فاتن حمامة” حين اوهمها أنها ماتت وانها الآن أختها لكنها فقدت الذاكرة.
اصعب ما يواجه الإنسان الأعداء المتخفيين في صور نبلاء.. فهؤلاء قادرين على التلاعب بك كونهم من محيطك وقريبين منك.
– الشخص الناجح لا يهمه توقعات الآخرين أو تقييمهم له ولا يسعد بالألقاب كنعته بالخدوم أو “الجدع” كونه يعلم بأنها حيل للضغط عليه وإستغلاله بإسم الفضيلة. لذا لن يعبأ بتلك المهاترات مهما استماتوا في تدمير سمعته.
فكلها اساليب لإخضاعك والإستفادة من وقتك ونقدك.
لا تفتح نفسك مشاع لكل إنسان يريد أن يتصل في وقت فراغه هو،
أو يزورك في وقت يناسبه هو
او يستنزف مالك ليسدل عليك صفة الكرم .
لا تنصاع لضغوط المستغلين أقارب، زملاء أو سواهم.
بالنهاية مريض السمنة لن يجد تعاطف من محيطه لأن الناس تتعاطف مع مرضى السرطان والفشل الكلوي. بينما يتم التعاطي مع السمنة كترف لاغراض تجميلية.
لذا، لا تظهر أمام من يستهين بالضغوط الواقعة عليك، كقط كل أمله في لمسة حانية من صاحبه.
– ما يعوق الإنسان هو انتظاره التعاطف من الناس. فيما المفترض أن يكون هو أول من يشعر بنفسه
وأول من يهدهدها
و أول من يهاديها وأول من يسعى لعلاجها..
لكننا نشأنا تنشئة خاطئة على أن حب الذات حرام بل ومرادف للأنانية و أنك كلما دعست على نفسك وسحقتها وكلما انكرت ذاتك، فأنت أنت .. رغم أن ظلم الذات جريمة سنحاسب عليها وستشهد علينا المعدة وسائر أعضاء الجسد أننا وضعناهم في آخر قائمة الإهتمامات..
اخيرًا، لا تتبني مقولة :
على الإنسان أن يحب نفسه لكي يستطيع اسعاد غيره ..
بمعني لا تبرر لأحد أنك تهتم بذاتك على وعد أنك ستسدد لهم المقابل حبن تتحسن.
اتعتبر الأمر دينًا واجب السداد؟
أنت لست قنينة مشروب غازي رهن.
أنت إذن كم يقول: سأهتم بنفسي.. لكن والله سأعوضكم عن غلطتي فيما يتعلق بالوقت الذي اهدرته سدى في العناية بمرضي.
برجاء.، اهتم بنفسك لأنها نفيسة بل أنفس ما تملك ولأنك يقيناً ستحاسب عليها.
لاتقدم كشف حساب ومبررات للفترة التي تنتوي فيها علاج حالك وكأنك تخاطب نفسك والناس.
” ارجوكم.. سامحوني لأني ساراعي حالي قليلا”..
أدعو من قلبي لكل مبتلى ولكل مريض بالشفاء
-اعيش بهدف أن يكتب على كل كيس سكر أو كل “بار شوكولا”
” السكر ضار جدًا بالصحة”
أعيش على أمل أن يفهم كل إنسان أن التضحية لا بد أن تتم بوعي بحدود و بدون إستغلال أو ضغوط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى