حواء الأولى

رند الربيعي | العراق

لا أحد يذكر خيالاتكِ
ولو طيفا عابرا يا أماه
و أنتِ من علّمتِ أبانا مخازن التفاح وطريق الخمر
ما فعلتِ؟
و لمَ يحيطونكِ بكل هذا الفراغ اللّزج
غربة مثقوبة
و كرة مدمنة جدا

لا شيء يطرد وحشة المحطات المعطلة
ولا أنثى تبللُ ماجفّ على وجه الصباح
إلا حين يجوع الآدميون

كيف كنتِ تمضغين كل هذا العدم في أساطيرهم
وكيف نمت مخالب الخوف في ألسنتهم الذابلة
وكيف أغرتهم سنابل الحقل من بعيد

ليتك تخبريني عن ضلع آدم الاعوج…
و كيف انتهى إليك؟

أماه …
لا تجهشي بالمسافات
ولا تمسحي أجنحة الوقت المستعارة

برعمكِ الندي …
يحمل الجميع في التيه ويجوب به البلدان
فمن واساك؟
ومن ضمك إلى صدره ؟!
وانت تنزفين الوجع في جيوب التواريخ وليس لكِ إلا ما نسوه في خاصرة الحضور

كنت اود ان أسالك يااماه….
لم حجب الله النبوة عنك
وانت ( مخلوقته التي تحملين سره وسر الحياة )… ؟

أتعلمين بأنني ورثت كل الحزن عنكِ
فكانت حصتي الضعف على امتداد الضوء
لصقوا الموت عمدا في حوافر الخيل
فجاء بسرعةالريح
لفظ النساءَ فراشات فوق أسّرة البوح
فكانت الأنهار يا أماه
وقال الله للسماء، كوني
فكنتِ أنتِ في سُرّة الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى