خضر المسلماني.. رجل الاقتصاد العامل بصمت  في الظل دون ضجيج

محمد زحايكة | فلسطين

لم يعد الصاحب يذكر كيف التقى أول مرة مع  رجل الأعمال المقدسي خضر المسلماني، ولكنه يذكر أنه كان يصادفه كثيرا في شوارع القدس منطلقا إلى المسجد الأقصى المبارك  للتعبد  والابتهال إليه تعالى وشكره على أنعمه الكثيرة.   وكان أبو عامر بطبيعته ” بسوما ” ويلقاك بالاحترامات و ” البشاشات ” والتحيات الطيبات ويطمئن عن حالك وأحوالك.. ثم يودعك بابتسامته الوادعة الخفيفة منطلقا إلى أقصاه.

وما أثار فضول الصاحب للاقتراب من هذه الشخصية المتوارية عن الأنظار بوجه عام وعدم تحبيذها المشاركة في أية فعاليات هو العلاقة الطيبة التي جمعت رموز وطنية  وإعلامية مع أبو عامر من أمثال  المحلل السياسي الجهبذ الراسم عبيدات وفهد أبو الحاج مدير مركز الأسرى في جامعة القدس والمرحوم الراحل ماهر رشاد الشيخ مدير تحرير جريدة القدس.

والذي جعل بصلة الصاحب محروقة في معرفة سر هذه العلاقة الوطيدة، بعض التقولات القديمة في علاقة إشكالية  ما بحكم  عمله في البزنس وانفتاحه على عالم الاستيراد المحكوم بالوضع القائم، ومحاولة البعض المزاودة والاصطياد في  المياه العكرة في هذا الموضوع. الأمر الذي تبين أنه كلام فارغ  ولا أساس له بشهادة هذا الثالوث الجميل الذي عرف حقيقة أبو العامر كرجل أعمال ناجح وشخصية لها انتماؤها  الحقيقي إلى وطنها وقدسها وإسهاماتها الواضحة في استعادة عقارات وشراء عشرات الدونمات وبعض المواقع  الهامة  من شركات إسرائيلية  في مواقع استراتيجية حساسة  في القدس لحسابه الخاص  من خلال اتباع أسلوب وطريقة خاصة  وهادئة دون تطبيل وتزمير أو جعجعة  فارغة مما أكسبه احترام الجميع ومنهم الصاحب الذي زاره ذات سنة ليست بعيدة في عرينه بقلنديا – عطروت بصحبة الراسم حيث حلا ضيفين كريمين مكرمين وبدت شخصية أبو العامر على حقيقتها وتواضعها الجم  وطيبتها وكرمها الأصيل.

ومن يقترب من خضر المسلماني يلمس فيه الإنسان الأصيل والمحب والمتفهم للآخرين حيث يتعاطى مع الجميع  على  سجيته البسيطة وبدون تكلف أو تزلف لأحد مهما كان.  وعندما يريد أن يدعوك إلى مناسبة معينة تخص شركته الكبيرة والرائدة  في مجالها  أو حتى إلى بيته فإنه يدعوك بقلب طيب وقصد وتحمس جميل وليس من باب رفع العتب وعندما تكون في حضرته أو في معيته فإنه يحادثك باحترام ويفتح قلبه الأبيض ولا يتحدث إلا في المفيد وما ينفع الناس غير متكبر أو مترفع عن  سرد أو الاستماع للقصص والحواديت المسلية حتى يكسر الحواجز  وتصبح العلاقة طبيعية وحميمة  وخوش بوش كما يقال .

وبما أن  الصاحب لم يواكب مسيرة أبو عامر  وقصة النجاح التي حققها فليس من الصعب  الإشارة إلى أنه من الواضح قد  انطلق من بدايات متواضعة وراكم الإنجازات مدماكا وراء آخر كما يقال واستطاع  بالجد والمثابرة تحقيق نجاحات اقتصادية يشار لها بالبنان. ورغم ابتعاده عن الفعاليات والنشاطات التي تمور بها البلد إلا أنه متابع جيد لما يحدث ولا يتردد في الإسهام في إسناد الحركة التجارية ومحاولة إنعاشها كما حصل أكثر من مرة  وبالتعاون مع  التاجر النشط رئيس لجنة تجار صلاح الدين سابقا حجازي الرشق أبو أسامة.

خضر المسلماني يجسد قصة نجاح في مجاله وهو استيراد الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية وصمد في السوق الفلسطينية رغم شدة المنافسة وبنى له مسارا  خاصا وطريقة معينة في التفاعل مع محيطه ومجتمعه  المحلي وتمكن من ابتياع  ملكيات مهمة من ماله الخاص  من شركات إسرائيلية وإعادتها بالتالي إلى الحظيرة العربية  .

أبو عامر المسلماني مثال راقٍ للاعتماد على الذات وبناء النفس طوبة طوبة وصولا إلى العلى والنجاح  المشهود .

كل الاحترام لهذه القامة المقدسية التي تعمل بصمت وهدوء بعيدا عن البهرجة والهمرجة والهوبرات الإعلامية على رأي الراسم الحاسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى