بوابة عبد الرازق قرنح إلى نوبل.. روايات الجنة وذاكرة الخروج والفرار

د. صالح محروس محمد | كاتب وأكاديمي مصري

ربما كانت مفاجأة أن يتم إعلاان اسم الكاتب عبدالرازق جورنا أديبا عالميا بفوزه بجائزة نوبل من هو عبدالرازق جورنا ؟ وماهي البيئة التي تربى فيها وما هي أهم رواياته؟
الكاتب الروائي التنزاني عبدالرزاق جورنا، المولود في زنجبار (جزيرة القرنفل بستان شرق إفريقيا وجزيرة الثراء العرقي عرب – هنود – أفارقة – شيرازيين تابعه لتنزانيا حاليا في شرق إفريقيا من مواليد 1948أي أنه عاش في زنجبار تحت الحماية البريطانية ورأى السياسات البريطانية لتفرقة الشعب الزنجباري وكذلك أحداث 1964 وما لحق بالعرب من قتل وتشريد وخروج من زنجبار ولجوء البعض لدول خليجية ومن هذه الاحداث اشتق روايته ” الجنة ” التي كانت سببا في فوزه بالجائزة وكذلك روايته ذاكرة الرحيل والهجران والحياة بعد الموت ) وكتب رواياته باللغة الانجليزية أهمها («الجنة 1994» و«ذاكرة الرحيل 1987»، و، و«دوتي 1990»، و «أمام البحر 2001»، و«فرار 2005»، و«الهدية الأخيرة 2011، و«قلب الحصى 2017»، و«الحياة بعد الموت 2020»، والهجران (2005)، و«صمت مدهش 1996» التي وصلت القائمة القصيرة بـ”البوكر”)
درس عبدالرازق جرونا في بريطانيا عام 1968، ثم عمل محاضراً ما بين عامي 1980-1982 في جامعة بايرو كانو في نيجيريا، وذلك قبل أن ينتقل إلى جامعة كينيت “الجامعة الأوروبية في المملكة المتحدة” حيث حصل هناك على درجة الدكتوراه عام 1982، وهو الآن أستاذ ورئيس الدراسات العليا في قسم اللغة الإنجليزية بذات الجامعة. ويعد اهتمام جورنا الأساسي هو تناول قضايا ما بعد الاستعمار بشكل أكاديمي، والخطاب المرتبط بالاستعمار، خاصة ما يتعلق بإفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي والهند. متأثرا بأحداث زنجبار 1964 موما تعرض له الزنجباريين من أصول عربية من قتل وتشريد .
     وجدير بالذكر أن الروائي التنزاني عبد الرزاق جورنا، لإسهاماته البارزة في مجال الأدب، عادت جائزة نوبل في الأدب إلى القارة السمراء في هذه الدورة 2021، بعد غياب 18 عاماً، منذ حصول آخر أديب أفريقي عليها عام 2003، وهو الجنوب أفريقي جون ماكسويل كوتزى، حيث سبق التنزانى عبدالرزاق جورنا، ولقد فاز بها أربعة أدباء أفارقة ولكن المفارقة أن الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، كان الوحيد من بين جميع الأدباء الأفارقة الحائزين الجائزة عام 1988، من سكان القارة أي المقيمين بها، بينما كل الفائزون بما في ذلك الأخير، خارج القارة السمراء.

     ففي عام 1986، حصل النيجيري «وول سوينكا» على جائزة نوبل للأدب، وبذلك يصبح أول فائز أفريقي وأول شخصية سمراء تحصل على هذه الجائزة، ولم يكن «سوينكا» يعيش فى نيجيريا حين فاز بالجائزة، حيث كان يعيش في لندن ويقوم بالتدريس في جامعات أكسفورد وهارفارد وويل، كما عمل أستاذا للكتابة الابداعية في جامعة نيفادا، لاس فيجاس.

     وفي عام 1991 كانت الروائية الجنوب أفريقية نادين غورديمر، التي حازت جائزة نوبل للأدب، وقد استخدمت قلمها لإدانة نظام الفصل العنصري، وهي أول امرأة أفريقية بيضاء تفوز بجائزة نوبل، ولكنها أيضاً حصلت على الجائزة بوصفها هولندية. وقالت لجنة تحكيم نوبل عنه بوصفه يقدم سرداً مؤثراً كان على تماس مع مصير اللاجئين العالقين بين القارات والثقافات، وكانت روايته «الجنة» أكبر تجسيد لهذه القضية، خاصة أنه في كثير من أعماله لا يساوم ويقف موقفاً واضحاً ومبدئياً ضد الاستعمار، إضافة إلى أعمال مهمة أخرى منها (ذاكرة الرحيل 1987، وطريق الحجاج 1988) وغيرهما. وأن رواياته تبتعد عن التنميط، وتفتح عيوننا على شرق إفريقيا المتنوع ثقافياً، وغير المعروف بالنسبة لكثيرين حول العالم. ورغم فكرة روايته “الجنة ” وهي أن الجنة طريق المظلومين في تقديره ممن تركوا وطنهم للذهاب إلى المنفى هل هذا يعني استسلام المظلومين أم هى إلهامهم للصبر على ما أصابهم؟ . وفي النهاية فقد كتب عبدالرازق جورنا اسمه في عداد الكتاب العالميين ونموذج يعتز به التنزانيين والآفارقة على وجه العموم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى