تألق فراس حج محمد في الدفاع عن النبي (ص) في كتاب “من قتل مدرس التاريخ؟”

رائد محمد الحواري | فلسطين

يُعرف عن فراس قدرته على الكتابة في أي شيء، وهذه ميزة تحسب له، فقلة من الكتاب يستطيعون فعل هذا الأمر، من هنا نجده لا يترك حدثاً/ فكراً إلا ويتناوله، ليس بمقال فحسب، بل في كتاب أيضا، في هذا الكتاب الذي قسم إلى ستة أجزاء، يتحدث فيه عن الدور الفرنسي تحديدا في الإساءة إلى النبي محمد (ص)، وكيف أن هذه الإساءة هي من جعل الطالب الباكستاني يقدم على قته مدرس التاريخ.

والكاتب لا يتوقف عند فعل القتل فقط، بل يتناول اللواحق وما تبعه من ردود فعل، فهو يتناول المشاركة العربية للمسيرة التي نددت بحادثة القتل، وكيف أن بعض (القادة) العرب ينطبق عليهم المثل: “بكنس باب المسجد وناسي باب داره” كما  يتناول شواهد عديدة من النفاق الغربي تجاه الشعوب الأخرى، وخاصة ممن يعتنقون الإسلام، وكيف أنهم يكيلون بمكيالين.

ثم يتناول مجموعة من الكتاب/ الشعراء العرب، وكيف أنهم سقطوا سقوطا مدويا بعد أن أصبحوا في (أرذل العمر)،ولم يعودوا يعرفون من بعدُ شيئا، فانزلقوا أدبيا وفكريا إلى المعسكر المعادي، والمقصود هنا كان الشاعر سعدي يوسف.

كما أنه يتناول موقف السلطان عبد الحميد الثاني وكيف كان قائدا حقيقيا يمثل المسلمين، حين طلب من السلطات الفرنسية وقف عرض مسرحية تهين الرسول محمد (ص)، وتكرر الأمر مع الإنجليز أيضا، بمعنى أنه كان يمثل المسلمين حقيقة، ولم يكن مجرد (كرزاي). وأقول بحيادية أن طريفة تناول “فراس حج محمد” للسلطان عبد الحميد، غيرت وجهة نظره فيه، لكنها لم تغيرها تجاه الدولة العثمانية، وهذا يحسب للكاتب.

في نهاية الكتاب قدم الشاعر مجموعة قصائد في مدح النبي والدفاع عنه، وقد تعمد أن تكون القصائد مقفاة/ تقليدية، وكأنه من خلال هذا الشكل يؤكد على رساخة الجذور الدينية التي ما زالت محافظة/ محتفظة بنقائها رغم مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة.

 الكتاب من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى