في وداع الرجل النبيل.. الشيخ سليمان الهذالين

د. إيهاب بسيسو | فلسطين

     

الشيخ الذي لن أنساه، من صنع من وقته اليومي حكاية صمود وثبات وبقي وفياً للأرض حتى اللحظة الأخيرة من أنفاسه القوية الصادقة …

الشيخ الذي كان يصنع كل يوم ملحمة حقيقية بجسد هش، يدفعه في مواجهة الجنود كرُمح، فينتصر ويرتبكون في متن يوميات الصمود …

الشيخ الذي كان يطل علينا كل يوم من قرية أم الخير من مسافر يطا في الخليل كما تطل الجبال على السهول والوديان والفضاء بكل ما في ملامحه وصوته وحركة جسده من شموخ وإباء …

يستقلبنا اليوم كرمز من بطولة ووفاء مضيفاً لمسته الخاصة لمفهوم الوطنية النقية البعيدة عن أي التباس بين وضوح الحقيقة ووهم الشعارات المرتبكة كبحيرات من سراب …

الشيخ سليمان الهذالين المندفع كرمح من ضوء وسط الضباب الثقيل يضعنا مجدداً أمام بلاغة الوقت بجسد يرتفع فوق الأكتاف ويسمو كفكرة لا تلين …

‏الشيخ سليمان الهذالين …

جبينُك الذي قبَّلت في ذكرى يوم الأرض الخالد قبل سنوات هو الأعلى والأصدق والأنبل وأنت تتصدى للاستيطان الاستعماري في قرية أم الخير في مسافر يطا في الخليل.

نم قرير العين أيها الرجل الطيب، المناضل، المعلم، العنيد فلك في القلب مكانة الأبطال الذين يُلهمون الوقت الانساني بالمزيد من الإرادة والإصرار والصمود …

ولك في الذاكرة حضور حقيقة مشبعة بالحياة والثبات كوهج لا يخبو بل يزداد توهجاً في اقتراب فلسطين من الحرية …

الشيخ سليمان الهذالين يصعد هذا اليوم مطمئناً إلى ملكوت السماء متأثراً بجراحه التي أصيب بها عند مدخل قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل بعد أن قامت مركبة عسكرية للاحتلال بدهسه عند مدخل القرية قبل عدة أيام …

فلسطين تناضل وتصمد وتتذكر …

لروح مناضل الشيخ سليمان الهذالين الرحمة والخلود …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى