الأديبة السورية ميادة سليمان والمؤرخ أبو الحسن الجمال (وجه لوجه)

خاص | جريدة عالم الثقافة

الأديبة السورية ميَّادة مهنَّا سليمان، كاتبة شاملة تكتب معظم الأجناسِ الأدبيَّةِ من الشعر والنثر والنقد، وهي حاصلة على دبلومِ دراسات عُليا في الأدب العربيّ من جامعة دمشق، وقد نالت شهاداتِ تكريمٍ كثيرةً، وفازت في مسابقاتٍ أدبيَّةٍ متنوّعةٍ، كما حكمت الكثير من المسابقات في مجموعات عربيّة عديدة. وهي عضوٌ في الاتّحادِ الدّوليِّ للأدباءِ والشُّعراءِ العَربِ ولها دراساتٌ نقديَّةٌ في الومضة والقصّة القصيرة جدًّا، والخاطرة، والشّعر، وقدنشرَتأعمالها في مجلّاتٌ وصحفٌ سوريّةٌ، جزائريَّةٌ، عراقيَّةٌ، ليبيّة، تونسيَّةٌ، مغربيّةٌ، فلسطينيَّةٌ، مصريّة، سودانيّةٌ، يمنيّةٌ، وأردنيَّةٌ.

وخلال رحلتها في عالم الإبداع والفكر نشرت العديد من المؤلَّفات منها:”تبَّاً للقرنفلِ الأحمرِ” مجموعة شعريّة،و”عنايةٌ فائقةٌ للحبِّ” مجموعة شعريّة،”رصاصٌ وقرنفلٌ” مجموعة قصص قصيرة جدًّا. كما أن لها ثلاثمجموعات قصصيّة مشتركة هي: “سنابلُ من حب”، و”على ضفاف الرّافدَين” والقصَّة القصيرة جدًّا “نظرة من الدّاخل”، ومجموعتان شعريّتان مشتركتان أيضًا هما: “الجنائن المعلّقة”و”شهرزادفي بغداد”.

كان من الواجب علينا أن نهرع إلى دوحتها ونقتطف منها بعض الورود والرياحين والياسمين.. حاورناها حول رحلتها مع عالم الإبداع وقدوتها في هذا المجال، وعن معالم الأدب في سوريا في الوقت، حيث تجتاز سوريا الحبيبة مآس منذ ما يقرب من عقد من الزمان وسألناها عن الإبداع الذي يولد من رحم المعاناة، وبما أنها تكتب أنماطاً شتى من الأجناس الأدبية والدراسات الأدبية، فكيف وفقت بين هذه الكتابات، موضوعات أخرى سنطالعها في هذا الحوار التالي:

كيف بدأت رحلتك في عالم الأدب والإبداع؟ ومن قدوتك في هذا المجال؟

البدايات أحبّ الكتابة الإبداعيّة بكافّة أنواعها. منذ الصّفّ الرّابع كنت متميّزة في كتابة مواضيع التّعبير الأدبي، وكنت أشارك بمسابقات روّاد الطّلائع في مجال التّعبير الأدبيّ. وعندما أصبحت في المرحلة الإعداديّة ازداد حبّي للغة العربيّة ولاسيّما أنّ مدرّسي هذه المادّة كانوا يمتدحونني في صفوف أُخرى فأصبحت الكثير من الطالبات تعرفنني في المدرسة ممّا جعلني أطمح لدراسة الأدب العربيّ. بالنّسبة للكتابة الإبداعية كنت أكتب منذ طفولتي الخواطر والقصص والشّعر وكان والدي الغالي يشجّعني دومًا، ويشتري لي كتبًا، ودواوين شعريّة. ونمّيت موهبتي من خلال المطالعة والاستمرار في الكتابة حتّى تعلّمت من أخطائي ومن أخطاء غيري. أمّا قدوتي فأنا أحبّ أسلوب السّهل الممتنع الّذي يكتب به نزار قبّاني، لكن على أن لا تنطمس هويّة أحرفي، فأنا أسعى ليكون لي إبداعي المتميّز عن غيري.

نريد منك الحديث عن معالم الأدب في سوريا في الوقت الراهن؟

أما عن معالم الأدب في سورية في الوقت الرّاهن. فلقد أثرت الحرب خيال الأدباء، ولا عجب فالكاتب يتأثّر بما حوله، ويحاول أن يعبّر عنه سواء في حالة الأمن، أو في حالة الحرب، ولهذا سخّر الأدباء أقلامهم لنقل الواقع الأليم الّذي مرّت به البلاد، وللتّعبير عن مكنونات أنفسهم، وقد صدرت العديد من الرّوايات وبعض الإحصاءات تشير إلى صدور أكثر من ٥٠ رواية بعضها في سورية وبعضها في البلاد الّتي التجأ الكتّاب إليها، ومنها ما كان ينقل الأحداث بمصداقيّة وبحروف وجعها الوطن والمواطن، ومنها ما كان يكتب بحقد، وبحروف تنفث سمًّا ولا همَّ لها سوى تشويه الصّورة الحقيقيّة للوحة التّعايش الجميل للسّوريّين. ولن أذكر أسماء تلك الرّوايات لأنّها كتبت بتحريض وتمويل معادٍ لسورية الحبيبة، وهنا أنوّه أنّ هذا الكمّ من الرّوايات لا يتمتّع بالجودة الأدبيّة فقد كان همّه إثارة المشاعر الإنسانيّة من عطف وشفقة وحزن لحال الشعب على حساب الجودة الأدبيّة للعمل، إما لضعف الموهبة لدى الكاتب، وإمّا استسهالًا للكتابة. وقد ظن أكثر الكتّاب أن تناولَ القضايا الكبرى في الكتابة يعطي للعمل أهمّيّة وانتشارًا وقبولًا لدى القارئ، فسقط كثيرون في فخّ الرّتابة، والسّخف في أغلب الأحيان. ولا ننس أنّ المواقع والصّحف الإلكترونيّة والهجرة إلى بلاد الغرب والنزوح عن مواطن الخوف المباشر من الكلمة، ساهم في خلق فوضى كتابيّة بسبب التّسابق على الكمّ لا على النّوع. وساهم في ذلك المؤسّسات المدعومة ماليًا فمنحت بعضهم امتيازات كثيرة لاحتكار المشهد الثّقافيّ، وحصره في رأي، ومضمون واحد. والأمر نفسه ينطبق على القصص القصيرة جدَّا، وقد شاعت في السّنوات الأخيرة وكلّ كاتب كان يعبّر من خلالها عن رأيه السّياسيّ الّذي يتبنّاه، وشاعت كثيرًا في المجموعات الأدبيّة، وكانت خير معبّر عمّا يجري بسبب قصرها واحتوائها على مخزون كبير من المعاني، وإن بدأت تتدهور بسبب شيوع الغموض والتّكلّف والطّلاسم الّتي أرهقت متنها فنفّرت القارئ منها. وكذلك عبّر الشّعراء عن عواطفهم تجاه بلدهم وما يرونه من مشاهد قتل وخراب واغتصاب وقمع بقصائدهم. هذه من القصص القصيرة جدًّا الّتي كتبتها من وحي الحرب: تكفير حِينَ هَجَمَتِ الذِّئابُ عَلى قَريتي، اختبَأتُ تَحتَ السَّريرِ. افتَرَسَتْني سَاعاتُ قَهْرٍ. لمَّا مضَوا، كَانتِ النُّسُورُ تَحتَفِلُ. وَحدَهُ ثَوبُ “ليلى” لاذَ بِمِئْذَنَةٍ مُعلِنًا قَداسةَ جَدِّهِم. وهذا ما عبّرت عنه بالشّعر: قصيدة “وطنٌ خادعٌ” “غَداً تَطوي الحقائبُ كلّ ذِكرى” قالَ هَذا فَقَد ضاقَتْ بِهِ الدُّنيا وظَنَّ مَلاذَهُ الآمنَ البَحرْ دَسَّ ماضيهِ في حقيبةٍ دسَّ ذكرياتِ العُمرْ جمعَ بنيهِ حزينًا واجتازَهُ في خَفرْ… فكانَ الوطنَ الخادعَ وكانَ القبرْ لَاْ تَسألوهُ مَا آلَمَهُ لا تَسألوهُ مَا أوجَعَهُ فَالموتُ يَخنُقُ الأحياءَ والدَّمُ ينبعُ في أرضِهِ في حَيِّهِ وَفي كُلِّ شِبرْ ماعادَتِ الدُّنيا جَنَّةً ماعادَ العصفورُ حُرًّا ماعادَ لونٌ وَلاعبَقٌ للّزّهرْ والليلُ مابالُهُ باتَ طويلَاً يارَبُّ أَمَا مِنْ فَجرْ؟ غَداً تطوي الحقائبُ كلَّ ذِكرى! فَامضِ ياحُزنُ وانهضيْ يَاعَنقاءُ أُريدُ حَفنَةَ فَرَحٍ خَسِرتُ كُلَّ شيءٍ البيتَ.. والوَلَدَ الذّاكرَةَ.. وَزَهرَةَ العُمرْ تعالَ يا أمَلُ تعالَ يَا قَدَرُ فَما عَادَ عِندي حَبَّةُ صَبرْ

تكتبين أنماط أدبية شتي.. كيف توفقين في الكتابة بين هذه الأنماط ؟

عمومًا أنا أقتفي خطوات مشاعري، فهناك أشياء من الأنسب أن أعبّر عنها في السّرد القصصيّ، وهناك أشياء لا يمكن أن أعبّر عنها إلّا في الشّعر، أو الومضات الشّعريّة، ويبقى لكلّ نوع سحره، وجماليّته، فللشّعر وقته، وللقصص وقتها. أحيانًا أشعر بسأم من جنس أدبيّ معيّن، فأنتقل إلى كتابة جنس أدبيّ آخر، وقد يشدّني نصٌّ ما، فأحاول أن أسبر أغواره بالنّقد، وقد تخطر في بالي فكرة، فأتحدّى نفسي لأكتبها بشكل مكثّف، فألجأ إلى القصص القصيرة جدًّا، حينها أشعر كأنّني قمت بنزهة جميلة في بستانٍ آخر من بساتين الإبداع. وحين أملّ من الأجناس الأدبيّة السّابقة كلّها أهرب إلى عالم الأطفال وأكتب لهم، وأعيش لحظات البراءة من خلال شخصيّات يبتكرها قلمي، فأشعر براحة كبيرة رغم ما يأخذه نصّ قصير للأطفال من جهد، ووقت كبيرَين في الكتابة. وهذه أنشودة كتبتها منذ بضعة أشهر: أنا دَانيال أنا دانيالُ الماهرْ اسمي جميلٌ ساحِرْ: حرفُ الدَّالِ دارٌ.. دُبٌّ درسٌ..دائرةٌ ودوائرْ حرفُ الألفِ أهوى العلمَ أهوى الرَّسمَ أرسمُ قلمًا أرسمُ كتبًا أرسمُ ألوانًا ودفاترْ حرفُ النُّونِ نارٌ ..جهلي نورٌ…علمي بِيَدي أكتبُ بِيَدي أبني قصرَ المجدَ الباهرْ حرفُ الياءِ يُنادي الوطنُ: كُونوا إخوةْ لا تفترِقوا دِينَ الإنسانيّةْ اعتنِقوا دينَ الخيرِ دينَ القلبِ الطَّاهرْ حرفُ الألفِ أنا سوريٌّ علَمي جميلٌ ذُو نجمتَينِ لا ثالثةَ اصرُخْ مثلي: “تلكَ من مُتآمرْ”! حرفُ اللامِ لُغَتِي الفُصحى ما أروعَها! لُغَتي كنزٌ لُغَتي بحرٌ وأنا فيهِ أُسافِرْ.

تكتبين الإبداع والنقد. هل هناك خصومة بين الإبداع والنقد وكيف تخصلت من هذه العقدة وأنت تكتبن النقد؟

في العالم العربيّ الكثير من الإبداع، والقليل من النّقد الجادّ والهادف والمثمر. نعم أنا أقرأ قراءات نقديّة لبعض الأصدقاء، ولكنّها قليلة قياسًا إلى الكمّ الكبير من المحصول الأدبيّ الّذي نطالعه يوميًّا. هذا عدا عن أنّ بعض النّقّاد يمتلكون فكرًا جميلًا لكن ليس لديهم ملكة الكتابة بأسلوب سلس أو محبّب لدى القارئ، فتأتي كتاباتهم كأنّها في وادٍ، والنّصّ المنتقَد في وادٍ آخر، وبعضهم يلجأ إلى أسلوب فرد العضلات الأدبيّة وهؤلاء يؤثّرون سلبًا على حركة النّقد وعلى رغبة القارئ فتراه ينفر حين يرى كلمة “نقد”. أنا أعتبر نفسي تلميذة أتعلّم مبادئ وأصول النّقد الأدبيّ وأسعى باجتهاد كبير لأن أثبتَ وجودي في هذا المجال. ويجب ألّا تكون هناك خصومة بينهما إذا كان الكاتب متقبِّلًا لنقد الآخَر، على أن يكون النّاقد موضوعيًّا حين ينتقد نصًّا ما، فعليه أن يسلّط الضّوء على الجوانب الإيجابيّة، ثمّ السّلبيّة إن وجدَت، ويقدّم رأيه بأسلوب بعيد عن التّقليل من شان الكاتب، ونصّه أوتجريحه، بالنّسبة لي حين أتبنّى نصًّا للنّقد أبحث وأنقّب كثيرًا عن محاسنه، أكثر من مساوئه، وهذا برأيي ما يجب أن يفعله النّاقد النّاجح، حتّى أنّ الكاتب أحيانًا يتفاجأ بأشياء كتبها، ولم يخطر في باله جماليّاتها المتعدّدة، هنا يبرز ذكاء النّاقد، وسعة فكره، وثراء ثقافته، ومخزونه الأدبيّ.

ما رأيك في قصيدة النثر وأنت أهم أعلامها رغم ما أثير حولها من جدل من ظهرت كجنس أدبي؟

أعشق قصيدة النّثر وكلّ أدب يجعلني أشعر بحريّتي وتحليقي في سماوات من الخيال والفكر الخلّاق. قصيدة النّثر قِطَعٌ فنّيّة راقية، بل هي سبائك جمال لمن يقدّر قيمة الجمال، ويستطيع التّنقيب عنه في النّصوص الأدبيّة، بخصوص من يهاجمها، قلت سابقًا: بصراحة لا أشغل بالي كثيرًا في من يهاجم، أو من يقلّل من شأن هذا الجنس الأدبيّ الرّائع، فهو موجود ويفرض نفسه شاء من شاء، وأبى من أبى. المضحك أنّ عقليّة العربيّ منفتحة على كلّ ما هو حضارة، وحداثة، وتجديد، وحين يذكر الشّعر الحديث تجد من يهاجم. لسبب بسيط أنّه عاجز عن الإبداع في هذا الجنس الأدبيّ، وهذا لا يعني كما يفهم بعض محدودي التّفكير أنّني أقلّل من شأن القدماء، وأدبهم، فمن غير المنطقيّ أن ننسف تاريخًا مجيدًا، ولكن علينا أن نكون نحن أنفسنا، لا الآخرين، وأنا متأكّدة بأنّ القدماء لو كانوا بيننا الآن لأخذوا ينحون منحى الحداثة، إذ إنّه من الجهل التّقوقع على الذّات بحجّة المحافظة على الموروث. كلّ مايهمّني حين أكتب قصيدة النّثر رأي القارئ، ومشاعره حين يدخل عالميّ الشّعريّ، تساؤلاته، وانطباعاته، وكلّ ماعدا ذلك من سفسطة تثار حول هذا الشّعر لا تعنيني، فالإبداع هو الّذي يفرض نفسه، والقارئ، هو الحكَم الّذي سيختار ما يعجبه، ويرمي في سلّة مهملات عقله ما لا يروق له، عدا عن أنّ قصيدة النّثر فيها زخم جماليّ لا حدود له، لا تهبه قصيدة من الشّعر القديم، فجمال الموسيقى العروضيّة لم يعد كافيًا، وجمال ورصانة لغة القدماء لا تعني أنّ الإبداع خُلق لهم وحدهم، من يعتقد أنّ الإبداع انتهى بعد تلك العصور، أجزم أنّه أحمق، ولا يفقه شيئًا في الشّعر. يقول النّاقد الدّكتور عماد الضمور: ” إنّ قصيدة النّثر تكشف عن أزمة في مسيرة الشّعر العربيّ الحديث بسبب ما يصدر عن تلقّيها من ردود فعلٍ غاضبةٍ أحيانًا، ومتباينةٍ أحيانًا في قبولها لوجودها؛ بعدما اعتادت الذّائقة العربيّة على القصيدة التّقليديّة القائمة على الوزن والقافية.” وتقول:سوزان برنار- أوّلُ منظّرةٍ لقصيدة النّثر- إنّها: «قطعةُ نثرٍ موجزةٌ بما فيه الكفاية، موحَّدةٌ، مضغوطةٌ، كقطعةٍ من بلّور..” وكما يجمع نقّاد هذه القصيدة وشعراؤها، فإنّ لهذه القصيدة إيقاعها الخاصّ وموسيقاها الداخلية، التي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصّور وتكاملها.. إلخ. وقال تي. إس. إليوت مرّةً ما معناه: “إنّ قصيدة النّثر بحاجةٍ إلى شاعرٍ عظيمٍ”

علاقتك بالتراث واستلهام الموضوعات منه؟

يرى النّاقد الأكاديميّ، والباحث المُختصّ في التّراث، عبد الحميد بورايو، أنّ أيّ إبداع، مهما كانت وسيلته، متجذّر في التّراث بقدر تجذّر مبدعه، وأنّ عمليّة الإبداع تعتمد على كلّ ما هو مخزون في الذّاكرة منذ الصّغر، قد يكون ذلك عن وعي، وقد يكون جزءًا من التّراث يشكّل قسمًا هامًّا من موروث اللاوعي، مضيفًا “من الصّعب تصوّر مادّة إبداعيّة سواء كانت تشكيلاً بالخطّ، واللون (الرّسم) أو تجسيمًا بموادّ أوّليّة (صناعة التّماثيل، والمجسّمات، والفنون الحرفيّة) أو لغة (أدب) لا تستعمل التّراث الّذي ينتمي إليه المُبدع لأنّه يشكّل جزءًا من ذاكرته الجمعيّة”. وبالنّسبة لي، فأنا أحبّ أن ألجأ إلى التّراث، وأعيد صياغته بأسلوبي وفي الوقت والمكان المناسبَين. مثال ذلك من القرآن الكريم بعض القصص القصيرة جدّا: (مسغبة، هداية، دمْغ، سبع سنبلات، تأصُّل، تصلية) وقصائدي: (لستُ الخِضرا)( أعطِني قُبَلي) (قميص الغياب) (قميص الحبّ) (سأرقص عشقًا) (قلبك كعبة نبضي) (زكاة لوجه الحبّ) (صلاة الحبّ) (فاتحة العشق) (واليتُ عينَيكَ) (سلام عليك يا حيدر) (تجيء أحزان كربلاء) (وجعٌ بغداديّ دمشقيّ) (سأفطر على سبع قبلاتٍ) (سألقيه في يمّ الأملِ) وهذا نصّها: سَأُلقِيهِ فِي يَمِّ الأَمَلِ عَوَتْ ذِئابُ التَّقاليدِ فَاستَيقظَ فِرعَونُ الشَّرقِ مَذعُورًا يُطاردُ أنفاسَ العِشقِ يَخنقُ هَمساتِ الشَّغَفِ َيسجُنُ كُلَّ خَفقةِ طُهْرٍ وَيَقتُلُ كُلَّ وِلادةِ حُبٍّ وَأنا يَاحَبيبِي لم أفرَحْ بعدُ بِمولودِ قَلبَينَا سَأُرضِعُهُ الإيمانَ وَأُلقيهِ في يَمِّ الأمَلِ لاشكَّ يُرَدُّ إلَيَّ وَيصيرُ قَدِّيسًا في معبَدِ روحِي.

من رحم الأزمات والمآسي يولد النص الصادق. كف نرى هذا في إبداعتك؟

يقول الكاتب بشير خلف: “الكتابة الناجحة المؤثرة هي تلك النابعة من القلب والوجدان، هي الّتي تصمد أمام الزّمن وعواديه، وهي الّتي تخلد، وتنهل منها كلّ الأجيال، وترتوي عبر الحِقب التّاريخيّة المتتالية ، ويظلّ أثرها مُنسابًا في النّفوس والقلوب كنهرٍ رقراقٍ يبعث الحياة دومًا.” وقلت أكثر من مرّة بأنّ على الكاتب أن يكتب بنبض القلب، لا بمداد القلم، كي تكون أحرفه مؤثّرة في وجدان القارئ، وروحه، وسرّ الكثير من محبّة النّاس لما أكتب هو الصّدق قبل أيّة سمة أخرى. مثال على ذلك هذه قصيدة كتبتها بعد وفاة أمّي: إليكِ أكتبُ يا أُمّي وأخطّ أحرُفَ مأساتي كيف مضيتِ راحلةً فقد أشعلتِ آهاتي فيا فقدي ويا ألمي ويا يُتمي..ويا حزَني ويا أوجاعَ أنّاتي إليكِ أكتبُ يا أمّي بلا عينيكِ مُظلمةٌ صباحاتي بلا كفّيكِ يا أُمّي ذابلةٌ حدائقُ وردِ بسْماتي بلا خدَّيكِ ياأمّي لاطعمَ لِقُبلاتي فيا رحمن أكرِمها بظلّ العرش ظلّلها جنانَ الخلد أسكِنها تقبَّل ربّي دعواتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى