عشرُ أزقّة في حارة قديمة

خالد جمعة

زقاق [1]
هناكَ دائماً
في المخيمِ أعني
زقاقٌ سرّيٌّ لا يعرفه أحد
لا شبابيكَ
لا أبوابَ
حيثُ كنّا نخبّئ رسائلَ عشقنا المراهق
وجثثَ القتلى قبل أن يولدوا

زقاق [2]
شبّاكان متقابلان
يفتحان
فيغلقان الزقاق

زقاق [3]
يخرج جارنا إلى الصلاة
يتنحنحُ
فيستيقظ المخيم

زقاق [4]
في هذا الزقاق دون غيره
اكتشفنا شهوتنا صغاراً
في غنج الجارةِ وهدير الجار
وتتأكّدُ ظنوننا صباحاً
حين تُنشرُ بقايا الليل
على حبل الغسيل أمام البيت.

زقاق [5]
يحمينا الزقاقُ من الجنديّ
فلا يمكنه المرورُ مع بارودتِه
ولا يعرف إلى كم يتفرّعُ الزقاقُ
بعد سبعِ خطواتٍ
وكم باباً عليه أن يفتشها
كي يعثر على لا شيء.

زقاق [6]
تجتمعُ الأزقّةُ
تسيلُ
لتصنعَ ساحةً دائريةً
لا تكفي لأفرد ذراعيَّ
لألُمَّ قليلاً من الهواء.

زقاق [7]
يحشرُ القطُّ الوحيدُ القطّةَ الوحيدةَ
تنسابُ بين موائه ورغبته
وحين تستسلمُ أخيراً
يفاجئهما الولدُ بتمرينٍ على القنصِ
بحجرٍ من بيتٍ هدمتهُ المصادفة.

زقاق [8]
الأزقةُ كائناتٌ حيّةٌ
لكلّ زقاقٍ اسم
: وماذا لو هدموها؟
إذن، كائناتُ حيّةٌ، وقُتِلتْ!!!

زقاق [9]
الأزقّةُ في الحارةِ
مغلقةٌ دائماً
في وجه الغريب.

زقاق [10]
حين تفقد روحكَ خارطةَ الأزقّةِ
فلا تبحث عن معناك
فقد ضاع إلى الأبد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى